قال الدكتور سيف الدين عبد الفتاح، استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن الشعب المصري تجاوز الحدود القصوى لمقاومة ما أسماه "الانقلاب العسكري" بعد استمرار تظاهراته لأكثر من 83 يومًا لرفض الإطاحة بشرعيته التي اكتسبها منذ اندلاع ثورة 25 يناير.
وطالب، خلال برنامج"على مسئوليتي" المذاع على فضائية "الجزيرة مباشر مصر"، بضرورة توثيق "ملحمة" الشعب المصري ضد "المحنة الانقلابية"، موضحًا أن الانقلاب أفاد المصريين بأن نجاح الثورة مرتبط باستمراية النضال ضد أعداء الوطن في الداخل.
وأضاف: الثورة ليست أيام معدودة وليست حركة هنا أو مظاهرة هناك؛ ولكنها حالة ثورية مستمرة تحدث حالة من التراكم الحقيقي بما يحقق ملحمة ثورية، والثلاث سنوات الأخيرة أثبتت أن الشعب المصري قادر على تحقيق ثمار ثورته.
وأكد عبد الفتاح أن هناك أطرافا كثيرة قد تسببت في حالة الاحتقان السياسي في البلاد، معتبرًا أن الحالة الثورية لحل الأزمة تتطلب ابتعاد "العسكر" عن الساحة السياسية فضلًا عن منع "الفلول" من المشاركة في محاولة تسطير مستقبل جديد للبلاد، مشيرًا إلى أن القوة العسكرية لها دور محدد وثابت، منوط بها تأديته بما يحقق الأمن للقومي للبلاد.
وتابع: تحقيق مكتسبات ثورة ينابر تبدأ من عودة العسكر لثكناته تحقيقًا لدولة مدنية محترمة وفقًا للأعراف المدنية، وتدخل الجيش في هذا الإطار لا يمكن أن ينتج حالة سياسية ديمقراطية، فالعسكر فاشلون في هذا الإطار ودائمًا أرفض حكم العسكر بشكل ثابت التزامًا بالمواقف الثورية.
ولفت عبد الفتاح إلى أنه من غير المعقول أن يساند الثورة من وقف ضدها خدمة لنظام الرئيس المخلوع: "حسني مبارك"، متهمًا هذا القطاع بالعمل على وضع آلية مناسبة لانهيار الثورة بما يحقق مصالحهم الضيقة، مضيفًا: "لا يمكن للثورة المضادة أن تحكم الثورة الحقيقية، ورفض الفلول يتضمن كل من أساء في حق هذا الوطن".
وأشار عبد الفتاح إلى أن حل الأزمة يتطلب عدم الاستقواء بالخارج لا سيما الولايات المتحدة الأمريكية أو الاتحاد الآوربي بعد أن كشفت ثورة 25 يناير فشل تلك القوى في وضع سيناريوهات غربية لمستقبل مصر، مستبعدًا أن تساند قوى الغرب المجتمع المصري في إنتاج دولة حديثة ديمقراطية.
واستطرد: الخارج لا يتمكن من الداخل إلا بمقدار ما يمكنه الداخل بنفسه، ولا بديل عن عمل ينتج أملا لهذا البلد؛ رغم تدخل تلك الآليات السابقة لإفساد الثورة المصرية.