لا مانع أبدا من تنظيم التظاهرات..
ولا مانع من أن يكون هناك قانون لتنظيم التظاهرات فنحن نسعى إلى دولة القانون، ونسعى إلى إعادة بناء الدولة، تلك الدولة التى تم هدمها بالاستبداد وبالقوانين سيئة السمعة فى عهد مبارك الذى ترك البلاد قاحلة بعد أن كان يسعى إلى تورثيها لابنه، وتلك الدولة التى أكمل هدمها الإخوان بمندوبهم محمد مرسى من أجل أن يعيدوا بناءها على طريقتهم للأهل والعشيرة، فلم يكن الإخوان يريدون البلد وطنا.. وإنما كانوا يريدونه عزبة خاصة.
.. وهم يؤكدون كل يوم أنهم ضد الدولة الوطنية.
.. ويحاولون هدم الدولة بعد أن خرج الناس ضدهم.
.. فلم يستوعب الإخوان حتى الآن أن الشعب اكتشفهم وفضحهم.
.. فهم الذين سطو على ثورة 25 يناير.
.. وادّعوا الديمقراطية.. وهم فاشيون.
.. وادعوا الصدق والمصداقية.. وهم الكاذبون.
.. ولم يستوعبوا بعدُ أن «30 يونيو» كانت ثورة ضد الاستبداد وهدم الدولة والمتاجرة بالدين والفاشية الإخوانية.
.. لم يستوعبوا أن «30 يونيو» كانت لاستعادة الدولة والوطن الذى حاولوا سرقته.
.. وإذا بهم يتخيلون فعلا أن مصر أصبحت عزبة لهم.
.. فلم يتخيلوا أن الناس كشفوهم واستعادوا دولتهم.
.. وقد كشفوا عن وجههم القبيح الإرهابى واستعادوا عملياتهم الإرهابية عبر تاريخهم.
.. واستعادوا إرهابييهم القدامى وقيادات الجماعات التى خرجت من عباءتهم لممارسة الإرهاب ضد الشعب ومؤسساته.
.. ومع هذا يتصدى لهم الشعب فى كل مكان منذ أن كشفهم وفضحهم وعزلهم.
.. ويحاولون أن يستمروا فى المظاهرات ويمارسوا الإرهاب ويقطعون الطرق ويعطلون الحياة ومسيرة الانتقال فى الديمقراطية والتنمية.
.. ويحاولون أن يصدّروا لأتباعهم أنهم يمكنهم تعطيل البلاد كما فعلوا خلال حكمهم، ويمارسون الإرهاب ضد الشعب وجيشه وشرطته بعد أن اتفق الجميع على أنهم كانوا يريدون خطف الدولة فاتحد الجميع فى 30 يونيو ضدهم.
من هنا كان لا بد من طرح قوانين منظمة فى تلك المرحلة المهمة من تاريخ البلاد.
قوانين تأسيسية.
.. فهناك دستور تتم كتابته الآن تعويضا عن دستور الإخوان الطائفى الذى فرضوه بالتدليس.. فجاءت ثورة 30 يونيو فأوقفت مفعوله.
.. ومن ثم تأتى أهمية قوانين مثل تنظيم المظاهرات.
.. لكن قبل إقراره وتمريره يجب أن يتم طرحه للحوار على كل القوى المجتمعية. وذلك بعد حدوث تغيير كبير جرى فى الشارع بعد ثورتى 25 يناير و30 يونيو من المظاهرات والاعتصامات.
.. ولا بد أن يُراعَى الفرق بين الاعتصامات السلمية والأخرى المسلحة.
.. فما زال الإخوان يكشفون بشكل يومى عن تسلحهم واستعدادهم لممارسة الإرهاب بعد أن يتخلص منهم الشعب.. كأنهم كانوا يعلمون بهذا اليوم -ولكنهم لا يصدقون.
.. من هنا كان يجب طرح قانون السلاح قبل قانون المظاهرات.
.. فبات الجميع يعلم أن السلاح الآن فى يد كل من هب ودب.
.. وأصبح الوضع خطيرا فى كل مكان فى البلاد.
.. ولم يعد يقتصر الأمر على البلطجية فقط، وإنما السلاح فى يد الكثيرين بعد أن أصبح الأمر سداحا مداحا وبعد دخول أسلحة كثيرة عن طريق الحدود.
.. ورغم أن المسؤولين يعلمون ذلك جيدا فإنهم لم يراعوا ذلك.. ولم يسعوا إلى التعامل بشدة مع قضية السلاح أكثر من المظاهرات.
.. فجمع السلاح وتجريمه وعقوبته أهم وأولى من المظاهرات الآن.