ايجى ميديا

الخميس , 26 ديسمبر 2024
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

فن العُزلة.. والأوبشن

-  
نشر: 19/10/2013 3:17 ص – تحديث 19/10/2013 8:49 ص

لاحظ المواطن صفر مؤخراً أنه لا يحب السَكن فى أماكن منعزلة بينما يحب أن يكون منعزلاً.. فحب أن تعيش فى اماكن تستطيع فيها الإستماع إلى اصوات الموتوسيكلات والأتوبيسات والسيارات والخناقات ليس له علاقه بحب العيش منعزلاً بداخل مكانك الخاص.. حجرتك او شقتك.. العيش منعزلاً فرصة للتعرف على نفسك اكثر.. وبالتالى تحسين علاقاتك بالناس.. وفى هذا الصدد ليس هناك أدنى شبهة تناقض بين كون الإنعزال يعتمد فى الأساس على ابتعادك عن الناس وبين حبك للعيش فى اماكن او شقق تطل على شوارع تضج بالحياة طوال الوقت.. وينبغى ان تكون تلك الأماكن على شوارع مفتوحة من تلك الشوارع التى تزيد فيها نسبة الغرباء على نسبة اهل المنطقة انفسهم.. فتلك الشوارع تحتفظ لك بالقدر اللازم من الخصوصية.. تحتفظ لك بالإبتعاد عن تلك المناطق التى يبدو فيها الغريب غريباً بسهولة.. الأماكن التى تضج بالحياة المفتوحة التى يعتمد قوامها الرئيسى على الغرباء اكثر مما يعتمد على أهل المنطقة الواحدة تسمح لك بالشعور بأنك بينما انت فى «المكان» فأنت ايضاً – وفى الوقت نفسه – فى «اللا مكان» !

و لكن أوليس هذا نوعاً من أنواع التناقض ؟! - هكذا سأل المواطن صفر نفسه - أن تميل إلى العزلة بينما أنت فى الوقت نفسه تكره الأماكن المنعزلة ؟!.. وهنا يأتى دور ما نسميه بالأوبشن.. والأوبشن هو امتلاك القدرة على فعل شىء ما فى حال أردت أن تفعله.. وفى حالة امتلاكك للأوبشن لا يصبح الفعل مهماً بقدر أهمية الأوبشن فى حد ذاته.. فامتلاكك للتليفزيون أوبشن.. أوبشن تستطيع تفعيله بضغطة على الريموت كونترول وقتما شئت.. وحتى لو لم تقم بتشغيله سوى نادراً أو لمشاهدة شىء محدد تود مشاهدته إلا أن مجرد معرفتك بأنك بضغطة لا تستلزم سوى ثوان معدودات تستطيع تفعيل الأوبشن وتشغيله تمنحك راحة نفسية من نوع خاص.. راحة نفسية نابعة من امتلاكك للأوبشن فى حد ذاته..

كما ان امتلاكك لكومبيوتر سوف يسمح لك بمتابعة آخر التطورات على الكوكب فى جميع المجالات كما أنه سوف يسمح لك بالتعرف على آخر أخبار الأصدقاء عن طريق الدخول على الفيسبوك بالإضافة إلى أنه سوف يمنحك القدرة على التواصل مع البشرية فى الوقت نفسه الذى سوف يعطيك فيه القدرة على الإبتعاد عن الجميع عن طريق استخدامه أحياناً فى الكتابة فقط بصرف النظر عن الدخول إلى الإنترنت..

الموبايل ايضاً اوبشن.. أوبشن يمنحك نوعاً خاصاً وغامضاً من الطمأنينة إلى أنك قد أصبحت شأنك فى ذلك شأن أى إنسان آلى محترم تمتلك رقماً كودياً سحرياً مكوناً من 11 رقم.. تستطيع صاحبة الشقة التى تستأجرها أن تطلبه لتطالبك بالإيجار كما يستطيع ايضاً «سكورسيزى» أن يطلبه ليطلب منك شراء سيناريو الفيلم الجديد الذى كتبته.. حتى لو لم يطلبك سكورسيزى فإن امتلاكك لهذا الرقم الكودى السحرى الغريب سوف يدع المجال مفتوحاً أمام جميع الإحتمالات مع احتفاظك بكامل حقك فى الوقت نفسه فى إلغاء ذلك الأوبشن وفى تعطيل تلك الإحتمالات عن طريق ضغطة بسيطة تغلق بها الموبايل لتختفى بعدها ببساطة من على وجه الكوكب.. وكأنك لم تكن اصلاً..

إذن.. المتعة فى امتلاك الأوبشن ليست فى تفعيله بقدر ما هى فى امتلاكه وفى امتلاك القدرة على تفعيله من عدمه.. لهذا.. الميل إلى العيش منعزلاً على مستوى تواجدك الفردى فى مكانك الخاص لا يتناقض على الإطلاق مع الميل إلى العيش فى المناطق الحية الصاخبة غير المنعزلة.. فلو كنت تعيش منعزلاً فى منطقة غير منعزلة.. إذن أنت منعزل غصبن عنك مش بإرادتك.. وعدم امتلاكك للكومبيوتر معناها أنك منعزل عن الكوكب وغير قادر على التواصل الإلكترونى معه غصبن عنك مش بإرادتك.. وعدم امتلاكك للموبايل لن يجعل أحداً قادراً على الوصول إليك.. ليس لأن هذا ما تريده ولكن لأن هذا ما تقتضيه ظروف عدم امتلاكك للموبايل..

الأوبشن معناه بمنتهى البساطة امتلاكك لزمام الأمور.. أو بمعنى ادق.. تصورك لإمتلاكك زمام الأمور.. وفى هذا الصدد سوف تجدون أن حتى مجرد تصورك لأى شىء فى خيالك هو الآخر أوبشن.. إلا أنه أوبشن ربانى.. أوبشن ممنوح للجميع مجاناً.. أوبشن يجعل لتلك الحياه الغريبة غير المفهومة تصوراً آخر فى خيالنا غير ما هى عليه بالفعل.. وأوبشن الخيال هذا ربما كان هو الشىء الوحيد على ذلك الكوكب التعس الذى يمنع سكان الكوكب من الإنتحار الجماعى الكامل وإنهاء تلك المأساة المستمرة التى لا يعلم أحد كيف بدأت ولا حتى كيف سوف تنتهى !

التعليقات