بالتأكيد هو عيد فى السماء، ويجب أن يكون كذلك على الأرض، لكن أضحى هذا العام حل على وطنى مختلفا، كلما طرق قلبا وجده محاصرا بسحابة كثيفة من الأحزان، طمست الفرحة وحولتها إلى مشهد بائد، أو لوحة مشوهة المعالم.
والذى يدقق النظر يجد خلف كل باب حكاية حزينة، فهذا ابن سار يتيما برصاصة غدر أو انفجار ملعون، وتلك زوجة ترملت بالسبب نفسه، وهاك أم فقدت فلذة كبدها بذات الداء.
وعلى الجدران وفى أركان الحجرات مئات القصص تروى حكايات القتلى والشهداء، وعلى الأرصفة وفى الميادين آثار الدماء، ورائحة الموت والبارود تزكم الأنوف وتملأ الأبصار.
فى كل مكان علامة تؤكد أننا تفرقنا وانقسمنا، هنت عليك، وصرت أنت رخيصا عندى، قطعنا كل خيوط المحبة والأخوة، وبات لكل فريق منا خندق يتخندق فيه، ويصوب فوهة سلاحه فى وجه الآخر.
وعلى طريق السفر، وفى المتاجر، والمرافق خوف ورعب وشر ننتظره فى كل لحظة، ويضاعف كل المواجع بطن جائع، لا يملك ثمن طعامه، وعائل عاجز لا يقوى على تدبير مطالب من يعول.
ويزداد الطين بلة حتى يسير وحلا وعرا بإنتاج متوقف، واقتصاد ينهار، وفوضى فى كل مكان، وحكومة عاجزة لا تملك إلا أحلاما، تبدَّد مع ضوء الصباح، وندور فى نفس الحلقة الملعونة.
وهل سنبقى فى قبضة الحزن وسحابته حتى نختنق ونموت؟!
بالتأكيد لا «لأن مصر لا تموت، والمصريون قادرون على صنع المعجزات، تظهر معادنهم وقت الشدائد، قادرون على تجاوز كل الجراح والعودة إلى البناء من جديد، كلٌ فى موقعه، فيجمعهم نفس الميدان الواحد، يبنون أهرامات جديدة من الرخاء والمستقبل المشرق».
■ رسالة
إلى الرئيس المؤقت المستشار عدلى منصور وحكومته.. مصر تحتاج الآن إلى قرار فورى بمنع وتجريم التظاهرات والاحتجاجات بكل أشكالها، مؤيدة ومعارضة، كفى دماء وخراباً، مصر لا تستحق منا أن نقذفها بالحجارة ونطلق عليها الرصاص.