ايجى ميديا

الخميس , 26 ديسمبر 2024
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

نهاية «تمرد»

-  
نشر: 18/10/2013 12:53 ص – تحديث 18/10/2013 9:09 ص

كتبت أكثر من مرة على مدار الفترة من مايو وحتى أغسطس الماضيين عن حركة «تمرد» وقلت إنها إبداع شباب مصرى فى وقت أصابت فيه الشيخوخة والتجمد غالبية الأحزاب المدنية المصرية من قديمة وجديدة، وإن «تمرد» باتت حالة مصرية خالصة فى كيفية المقاومة والمواجهة من قِبل شباب مصرى مبدع. وقد نجحت الحركة فى أن تمثل حالة مقاومة ومن ثم فقد التف المصريون حولها وجمعت نحو ٢٢ مليون استمارة لسحب الثقة من الرئيس المعزول محمد مرسى، واستجاب المصريون مرة ثانية لدعوات الحركة فخرجوا إلى الشوارع والميادين فى الثلاثين من يونيو فى أضخم خروج شعبى فى العالم على الإطلاق، وخرجوا مرة ثانية فى الثالث من يوليو طلبًا واستعجالا لبيان القوات مسلحة بعزل مرسى، ومرة ثالثة فى السادس والعشرين من الشهر نفسه لتفويض الفريق أول عبد الفتاح السيسى فى محاربة الإرهاب.

تجلى دور حركة تمرد فى تقديم فكرة بها قدر كبير من الإبداع حرّكت المياه الراكدة وأوجدت للأحزاب السياسية مخرجا من حالة الركود والتكلس، وتجسد مجهود الحركة فى جمع التوقيعات من المصريين. وقد احتفى الشعب المصرى برموز حركة تمرد من الشباب ومنحهم ما يستحقون من تكريم. وكان على شباب حركة تمرد أن يدركوا مبكرا أن دورهم كان تحريك المياه الراكدة وتقديم فكرة مبدعة، التف الشعب حولها، وأن حالة الخروج الجماعى الضخم للمصريين جاءت تجاوبا مع دعوة الحركة من ناحية وثقة فى الضمانات التى صدرت عن القوات المسلحة من ناحية ثانية، فلولا التطمينات التى قدمتها القوات المسلحة للمصريين بأنها سوف توفر لهم الحماية اللازمة وتقوم بتأمين المتظاهرين ما كان لمثل هذه الأعداد أن تخرج ولا كانت قد شاركت شرائح متنوعة من المصريين عادة لا تشارك فى مثل هذه الأعمال والأنشطة.

كان على شباب الحركة أن يعرفوا من البداية حدود دورهم وأدوار القوى والأطراف الأخرى، ولكن للأسف الشديد لم يتحقق ذلك وبدلا من أن تجنى الحركة ثمار جهدها تكريما واحتفاء، بدأ شباب الحركة يتطلع إلى دور سياسى يتجاوز كثيرا قدرة الحركة ويدخل فى منطقة على حساب قوى وأحزاب سياسية موجودة على الساحة. فبدأنا نسمع عن نية شباب الحركة فى تأسيس حزب سياسى باسم الحركة، وهى خطوة لو تحققت ستكون جيدة، إذ إنه سيكون حزبا سياسيا شبابيا يمكنه حصد عدد من المقاعد لا بأس به ويمنح شباب الحركة الواعد فرصة المشاركة المبكرة فى الحياة السياسية. لكن وللأسف الشديد تجاوز شباب الحركة هذه الفكرة سريعا وبدؤوا فى طرح أفكار من قبيل تحديد شخص المرشح الأفضل لرئاسة الجمهورية، وهى منطقة لا تجيد الحركة التعامل معها فلم تتراكم لديه من خبرة السياسة ما يكفى لطرح مثل هذه الأفكار، كما أن الحركة لم تطرح ذلك على سبيل الرأى، بل كانت تطرحه على سبيل الحصر، وكأن الحركة باتت معتمدة من قبل المصريين لاتخاذ مثل هذه القرارات، ولأنها حركة لا تملك رصيدا من الخبرة السياسية فقد اتسمت مواقفها بالاضطراب والتناقض، مرة ترشح الفريق أول عبد الفتاح السيسى، ومرة ثانية تعلن مساندتها لشخص سامى عنان رئيس الأركان السابق، ومرة ثالثة تتحدث على طريقة قوى غير ناضجة سياسيا فتقول نريد مرشحا مدنيا، وكأن خلع العسكرى لحلته وارتداء الملابس المدنية والترشح فى الانتخابات يحفظ له صفة العسكرية. أيضا يبدو أن حالة من الغرور قد أصابت بعض قيادات الحركة فقفزت قفزة كبيرة فى الهواء بإعلان نية الحركة تقديم مرشحين على كل مقاعد البرلمان القادم، داعية الأحزاب السياسية التى ترغب فى خوض الانتخابات إلى فعل ذلك تحت راية «تمرد»، وهو قول لا يمكن أن يصدر عن خبرة سياسية أو رؤية واقعية للساحة السياسية المصرية.

فى نفس الوقت وكما هو متوقع سرعان ما دبت الخلاقات بين قادة الحركة وبدؤوا فى مهاجمة بعضهم البعض، وهناك من وجه اتهامات لبعض قادة الحركة بارتكاب تجاوزات يعاقب عليها القانون، وهى جميعها مؤشرات تفيد دخول الحركة مرحلة الصراعات والانقسامات على طريق التلاشى أو ضمور الدور.

المؤكد أن شباب حركة تمرد قدموا خدمة جليلة للوطن وسوف يذكر التاريخ دورهم، وكان بإمكانهم أن يمثلوا بذرة نخبة سياسية مصرية صغيرة السن ترتقى المناصب تدريجيا إلى أن تصل لمرحلة قيادة الوطن، لكنهم للأسف استعجلوا الدور وبالغوا فى المكانة ولم يقدروا الواقع جيدا، لذلك دخلت الحركة سريعا مرحلة الصراعات والانقسامات وهى خسارة بكل المقاييس، وأتمنى من قادة الحركة مراجعة أنفسهم سريعا وتشكيل حزب سياسى شبابى والعمل مع القوى سياسية المدنية الموجودة على الساحة لا تجاوزها، ومحاولة القفز فوقها فهى مخاطرة كبيرة تكسب الحركة عداء القوى السياسية المدنية، وتظهرها أمام الرأى العام المصرى فى مظهر الوصىّ على الشعب، المتعالى المغرور، وهى صفات لو وصلت إلى الشارع ستكون فيها نهاية الحركة.

التعليقات