ليس غريبا على الإطلاق أن نرى حالة الشماتة لدى «الإخوان» وأنصارهم لهزيمة المنتخب الوطنى من غانا فى كرة القدم.. الذين صلوا شكرا لله على هزيمة مصر فى عام 67 سوف يكون من الطبيعى أن يرقصوا فرحا كلما دخل هدف فى مرمانا، كما يسعدون الآن وهم يعلنون على الملأ أنهم سيحرقون مصر ويدمرون اقتصادها.. ما داموا بعيدين عن حكمها!!
حالة «الإخوان» المستعصية هى أسوأ دعاية للطب النفسى عندنا.. مرضى فى حالة متأخرة ولا يعترفون بمرضهم، بل يظنون أنهم وحدهم الأصحاء فى عموم مصر المحروسة!!
يقولون إن الهزيمة كانت حتمية بعد سقوط حكم «الإخوان». يبدو أن الكابتن مرسى كان يخصص معظم وقته لرعاية شؤون الكرة، ويقال إنه كان مهتما جدا بتغذية اللاعبين.. بحكم التخصص فى البط السمين والفطير المشلتت!!
بينما كان اختيار اللاعبين «مثل كل شىء فى مصر فى عام حكمهم الأسود» من اختصاص مكتب الإرشاد، الذى كان يشرف أيضا على اختيار طرق اللعب!! وفى آخر مباراة كان الخلاف شديدا بين من أرادوا اللعب بطريقة صفوت حجازى الدفاعية وشعارهم «اللى يرشنا بالميه.. نرشه بالنار» وطريقة عاصم عبد الماجد الهجومية وشعارها «إنى أرى رؤوسا قد أينعت» وتم حسم الخلاف أخيرا باللعب بطريقة حجازى فى الشوط الأول لامتصاص اندفاع المنافسين، ثم اللجوء إلى طريقة عاصم عبد الماجد فى الشوط الثانى لحسم المباراة!!
مع سقوط حكم «الإخوان» خسرنا هذا كله، وانتقلت كرة القدم «مثل كل شىء آخر» من دار الإيمان إلى دار الكفر!!.. ستقول إن اللاعبين هم اللاعبون، والمدرب هو نفس المدرب، ومنتخب الساجدين لم يتوقف عن السجود لله تعالى، وأعضاء الفريق ما زالوا على أخلاقهم القويمة.. ولكنك تتجاهل تأثير مناخ ترتفع فيه أصوات الليبراليين على لياقة اللاعبين!! ولا تدرك أن «تسلم الأيادى» تشعر اللاعبين بالانحياز إلى كرة «اليد» على حساب كرة «القدم»!!
قلت لأحدهم: ولكن غانا لا يحكمها فصيل يرفع شعارات إسلامية أو يتاجر بالدين، ونسبة كبيرة من شعبها يمكن أن يخضعوا للمحاكمة إذا طبق عليهم دستور «الإخوان» لأنهم لا يدينون بالديانات السماوية، ومع ذلك هزم فريقهم منتخب الساجدين بالستة، لأنهم الأفضل فى كل فنون اللعبة. وكان الرد سريعا: إنهم مجرد وسيلة ساقها الله لإثبات أننا الأفضل!! تماما كما سخر لنا الأمريكان ليدعمونا وليقطعوا المعونة عن هذا الشعب الذى كفر بنعمة أن نحكمه، وكما سخر لنا حلفاءنا من «المجاهدين!!» المخلصين الذين ينشرون الخراب فى كل أنحاء مصر ويغتالون جنودها فى سيناء، بينما نحن نستكمل المهمة ونستنزف الدولة ونضرب السياحة ونعطل المرافق ونضرب الاقتصاد.. وننتظر أن نهزمكم كما هزمتكم «غانا» حماها الله!!
قلت لصاحبنا: ولكنكم انهزمتم كما ينهزم فريق «الأسد المرعب» من برشلونة، وإذا كان المنتخب قد خرج من كأس العالم، فقد خرجتم أنتم من التاريخ كله، وما تفعلونه الآن هو أنكم تلعبون فى الوقت الضائع، وستسجلون أهدافا كثيرة.. ولكن فى مرماكم!!
نظر الرجل إلى بعيد وهو يتمتم: هذه إشارات إلهية، ولكنكم لا تفهمون.. أدركت أن الحالة مستحيلة. هؤلاء أناس خارج المكان والزمان وخارج العقل والمنطق.. والأخطر من ذلك كله أنهم خارج الوطن (!!).. مصر لا تعنى شيئا بالنسبة إليهم، الجماعة عندهم فوق الجميع.. فوق الشعب وأكبر من الدولة.. حالة مرضية مستعصية لا تملك معها إلا الدعاء: ربنا يشفى!!
على «الفيسبوك» قال أحدهم: إنه كان يتمنى أن تقف الهزيمة عند أربعة أهداف.. ليس من باب الرأفة بالفريق المصرى «الكافر» ولكن لكى تكون تأكيدا على مسار «رابعة»!!.. وجاء الرد: ولماذا لا تكون النتيجة إشارة إلى أن الحل هو «ستة» أكتوبر، أو أن الأمر قد انتهى فى ثلاثين «ستة»؟!
اللهم لا شماتة فى فضيحة ناس يصلون لله شكرا حين ينهزم الوطن.