لم أصدق ما تم ترويجه قبيل مباراة مصر وغانا من أن أنصار جماعة الإخوان المسلمين سيشجعون منتخب غانا. قلت إنها مبالغة فى ظل الصراع السياسى الذى يضرب مصر منذ رحلت الجماعة عن الحكم غير مأسوف على أيامها، لكن قبل بداية المباراة وخلال تصفح موقع التواصل الاجتماعى «تويتر» لاحظت أن مَن يرفعون شعار رابعة «يتمنون الفوز لمنتخب غانا الشقيق» -أحدهم كتب هذه الجملة. تصورتُ فى البداية أنها نوع من الهزار المصرى، لكن مع مرور الوقت تأكدت أن أنصار الإخوان يشجعون غانا فعلا، ومع كل هدف يهز شباكنا ويقهرنا أمام شاشات التليفزيون تزداد فرحتهم، وتعلو نغمة الشماتة.
هل انسلخ الإخوان عن الشعب المصرى؟ وهل تصل كراهية فصيل لبلد إلى هذا الحد؟ الإجابة النموذجية: نعم.
لكن ما فات الجماعة وأنصارها والمنشقين عنها، أن المصريين سينسون الهزيمة والخروج من كأس العالم، وسيسخرون من الهزيمة ويحولونها إلى مادة للتسلية والنميمة، ويبدؤون فى الاستعداد، بل والحديث بحماس شديد عن التجهيزات لمونديال ٢٠١٨، وحتمية تغيير جيل أبو تريكة والأمل فى محمد صلاح وجيله، لكنهم لن ينسوا -أبدا- أن الإخوان هللوا واحتفلوا -والأكثر- أنهم شمتوا وفرحوا فى هزيمة منتخب مصر.
كان المنتخب سيئا، بل لعب أسوأ مبارياته على الإطلاق، وكان خط دفاعه أوسع من شارع صلاح سالم، لكن هذا لا يعنى الشماتة، ولا يستحق الفرح، ولا يستدعى كل هذا الحقد والكراهية الإخوانية.
لا يعرف الإخوان، ومَن يحترمهم أو يتعاطف معهم، أن الشعب المصرى يسامح فى أى شىء إلا كرة القدم، وأن المصرى من الممكن أن يغيِّر قناعاته السياسية أو حتى ديانته، لكن مستحيل أن يغيّر فريق الكرة الذى يشجعه. عمرك شُفت زملكاوى بطَّل يشجَّع الزمالك رغم كل هزائمة وفشله؟
ما حدث مساء أمس لحظة فارقة، خرجت مصر من تصفيات كأس العالم، لكن الأكيد أن الإخوان خرجوا من تاريخها، ولن يعودوا فى القريب العاجل أو الآجل.