ايجى ميديا

الخميس , 26 ديسمبر 2024
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

حج فإنك لم تحج

-  

إذا حججت بجسدك فإنك لم تحج، فالحج يبدأ من القلب، ألم يقل الله سبحانه على لسان سيدنا إبراهيم (فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم)، لذلك فإنك تحج أول ما تحج بقلبك، ومع القلب فى أيام الحج قصة، فمنذ أربعة أعوام عندما ذهبتُ إلى الأراضى النورانية للحج مع أسرتى ـ وكان ذلك هو حجى الثانى ـ وإذ حطت الطائرة رحالها فى المدينة المنورة، تهيأتُ نفسيا لرحلة حج ترتفع فيها الإيمانيات، وتتسامى فيها المشاعر، وسرعان ما غمرتنى دفقات نورانية عندما وقفت قبالة قبر الرسول، صلى الله عليه وسلم، حيث اهتزت شرايين قلبى وأوردته اهتزازا خُيّل لى من قوته أن قلبى يكاد يقفز من مكانه، ليسلم بنفسه على المصطفى، صلى الله عليه وسلم، ورغم الزحام الشديد فإننى استطعت أن أجد لنفسى مكاناً فى المسجد النبوى يقع فى موضع أهل الصُّفّة، فكان مقامى ومراحى وأنا فى المدينة، أما فى اليوم الأخير فقد اجتهدت حتى أصلى فى الروضة الشريفة، وأخذت أفسح لنفسى برفق حتى وصلت إلى محراب الرسول، صلى الله عليه وسلم، وصليتُ فى هذا المكان القدسى وأنا فى حالة شعورية فريدة، حيث انتابتنى رعدة محببة، وظل جسدى يرتجف آناء الركوع وأثناء السجود، وأظن ـ وبعض الظن حق ـ أنها رجفة لذة التعبد فى مكان سجد فيه رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ولامست جبهته أرضه، ودعوت فى هذا المكان النورانى ما فتح الله لى به من الدعاء لنفسى ولمن طلب منى الدعاء وللأمة كلها، وسرعان ما انتهت أيام المدينة وكأنها كانت ما بين طرفة عين وانتباهتها، أو أنها كانت لحظة بدأت وانتهت، قبل أن يرتد إلىَّ طرفى، آه ما أجملك يا أيام المدينة، وما أطيب ريحك.

وعندما وصلنا إلى مكة المكرمة رأيت الكعبة المشرفة من شرفتى فى الفندق، وسبحان الله الذى زاد هذه الكعبة بهاءً وتشريفا وجمالا، فإنها تخطف القلوب، وتدغدغ المشاعر، فتُذرف الدموع، أما أعظم مواقف الحج، فهى بلا شك فى عرفات، وسبحان الله الذى جعل الوقوف فى هذا المكان هو شعيرة الحج الأعظم، فرغم الزحام إلا أنك هناك لابد أن تكون فى حالة فريدة لا يمكن أن تتكرر، فإذا أطلقت روحك ولم تكبلها أكاد أقسم أنك ستزاحم آنذاك الطير فى السماء، تشعر فى عرفات ـ ورب الكعبة ـ وكأن الرحمات تتنزل على كل خلق الله، وكأنك ترى مغفرة الله ورحمته رأى العين، بل تكاد من فرط شعورك بالرحمة واختلاطها بقلبك أن تتلمسها وتعانقها معانقة المحب الذى اشتاق للمغفرة اشتياق الظمآن الذى لم يشبعه رىّ، ورغم المشاق بعد ذلك فى مزدلفة وفى مِنَى وأثناء طواف الإفاضة والوداع، فإن هذه المشاق لم تمح لحظات الإيمان، وليس لها أن تفعل، قال لى أحد الحجاج، بعد أن انتهينا من المناسك: «يا له من حج شاق»، فقلت له ـ على ما أذكر: «يبدو أنك لم تحج بقلبك، فشعرت بالمشقة، أو أن المشقة غطت على اللذة الروحية، فإنك إذا رأيت بعينيك مشهد الحجيج وهم يؤدون المناسك فسوف يهتز فؤادك ويقشعر بدنك، فما بالك إن رأيته بقلبك واندمجت فيه بكل جوارحك؟ وإذا كان الطواف حول الكعبة ـ مع ما فيه من مشقة الزحام والتدافع ـ يرتقى بوجدانك إذا طفت وأنت مدرك مقاصده ونسكه وفقهه، فما بالك إذا طفت بقلبك وأنت مستشرف حقيقته ونورانيته؟

وإذا كان السعى بين الصفا والمروة ـ مع الجهد الذى تبذله فيه ـ يعيد لك تلك اللحظات التى عاشتها السيدة هاجر وهى تسعى بين الجبلين للعثور على نبع ماء يحفظ لابنها (إسماعيل) حياته، فما بالك إن سعيت بقلبك وأنت مدرك فوق هذا أنك تسعى فى توحيد الله بين الربوبية والألوهية، وإذا كان رجم إبليس من مناسك الحج فما بالك إن رجمناه فى الحج وأكرمناه بقية العام، فهل أدينا بذلك مناسكنا؟». قال أحد الصالحين: «طهر قلبك من إبليس قبل أن ترجمه بالحصى»، وإذا وقفت فى عرفات وقد انشغل قلبك بالدنيا فإنك لم تقف، ولكن إذا استشعرت بقلبك يوم الوقوف الأعظم بين يدى الله فإنك سترمى الدنيا من قلبك، وستنشغل بحالك عن حال الناس، وإذا أقمت فى مِنَى، وشغلت قلبك بذكر الله فأنت فى معية الله ومن كان فى معية الله فهو حسبه.

إنك إذا استشرفت مناسك الحج بقلبك واستقبلتها بفؤادك واندمجت فيها بمشاعرك فلن يكون هناك موضع لإبليس فى قلبك يحول بينك وبين قبلتك ـ الكعبة المشرفة ـ لن يكون هناك فى قلبك دنيا تصيبها أو مغنم تصبو إليه أو ناس تنشغل بهم عن ذكر الله، لن تحرم نفسك من متعة قيام الليل والسجود لله آناء الليل وأطراف النهار، ويا لخسارتك يا مسكين لو ذهبت للحج وأنت تحمل دنياك وشغلت نفسك بمعاركك وصراعاتك، ساعتها ارث لنفسك، فقد حرمتها من مناجاة الله بقلبك.

التعليقات