على غرار مصحف فاطمة الذى روى عن مراجع شيعية أنه جملة ما نزل على السيدة فاطمة الزهراء من جبريل عليه السلام، بعد وفاة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وعلى غرار مصحف على بن أبى طالب الذى روى عن ذات المراجع أن طوله سبعون ذراعًا، وبه خطب الرسول لابن عمه على. على غرار ذلك تشير المصادر الأولية الإخوانية النابعة من كلمات منصة رابعة العدوية، وتغريدات بعض أعضاء الجماعة على مواقع التواصل الاجتماعى، إلى أن هناك ما يشبه تأويلات جديدة للقرآن الكريم وتفسيرات للسنة، كما أن هناك أقاويل كثيرة عن رؤى ومنامات وأحلام. كل ما سبق كان امتدادا لإرهاصات شبيهة كقرض الجنزورى الحرام بسبب الفائدة الربوية وقرض قنديل الحلال، لأن «الضرورات تبيح المحظورات» وهو نفس السبب الذى برر به مد تصريح بيع الخمور لثلاثة أعوام. وقول أحدهم اللهم أمتنى على ملة الإخوان. والسؤال الآن: ما الجديد فى أقاويل الجماعة؟. خذ على سبيل المثال العينة التالية:
فى القرآن، يقول المخرفون إن الله قد ذكر الرئيس المخلوع فى المصحف بقوله «بسم الله مجراها وَمُرساهَا» وذلك فى تأويل جنونى للآية41 من سورة هود التى تتحدث عن سيدنا نوح عندما هم بركوب السفينة «وقال اركبوا فيها بسم الله مجراها وَمرسَاهَا». وفى مديح السيناتور الأمريكى جون مكين الذى جاء لمصر بعد خلع مرسى، واصفا ما حدث بأنه انقلاب، يقول المخرفون عنه «إنك اليوم لدينا مكين أمين»، وهو استرجاع وتأويل أبله للآية رقم 54 من سورة يوسف «وقال الملك ائتونى به أستخلصه لنفسى فلما كلمه قال إنك اليوم لدينا مكين أمين».
وفى الحديث عن الرسول، صلى الله عليه وسلم، خذ مثالا لذلك تخريفة رؤية أن الرسول الذى صلى إمامًا بكل الأنبياء، فى بيت المقدس، صلى به مرسى إمامًا.
وفى الحديث عن رابعة، خذ أقاويل كثيرة بتشبيه رابعة والجلوس فيها بالروضة الشريفة، وتنازل البعض عن أداء العمرة بالجلوس فى الميدان.
كل ما سبق وغيره من خزعبلات، يوحى بأن الغرض من عبادة الله لا يعدو أن يكون الابتهال لعودة الرئيس، وهى حالة لا يحتاج أصحابها، حتى مع استخدامهم العنف، إلى السجون بل إلى مشافى الأمراض العقلية، لكن البعض من هؤلاء لا يزال يخاطب الناس بتلك الخرافات إمعانًا فى استغلال جهلهم بالدين وأميتهم، فيصبغون أغراضهم السياسية وأطماعهم فى السلطة بصبغات لا تخلو من الخرافة والبدع باسم الدين.