لا يتصور، عقلا ولا منطقا ولا موضوعا، أن يتداول ثعالب الفيس بوك «لغوا» عن مساندة عشاق كرة القدم فى جماعة الإخوان «المنحلة» لمنتخب غانا بالدعاء يوم عرفة، يتمنون هزيمة المنتخب الوطنى فى قرار أنفسهم، على قلوبهم أكنة، وفى آذانهم وقرا، بالمناسبة أكثر من نصف مكتب الإرشاد - الذى كان - أهلاوية، ولم يستبد بشباب الإخوان الحنق والكراهية إلى حدود إجهاض الحلم الذى انتظرناه طويلا، وهن العظم واشتعل الرأس شيبا، هرمنا فى انتظار هذه اللحظة الرائعة، ولو فعلوها لكانوا من الظالمين لأنفسهم ولوطنهم.
سيبك من الفيس وإخوانه، يقينا لسه الأحلام ممكنة فى الوصول إلى قمة العالم الكروية فى البرازيل، صحيح وضعتنا القرعة فى طريق منتخب غانا الرهيب، ولكن من قال إن منتخبا يضم محمد صلاح وأبوتريكة وحسام غالى وأحمد فتحى ووائل جمعة وعبدالله السعيد والمحمدى ليس برهيب، رهيب والله رهيب منتخب الساجدين، سيسجدون طويلا حمدا لله على نعمة الوصول، الوصول إلى البرازيل نعمة واللى يكرهها يعمى، عمى حيثى من يدعو من المصريين على المصريين بالهزيمة.
لا أشك لحظة أن أبوتريكة سيفوت فرصة سانحة وهائلة ليصالح الجماهير، وهو قادر على الترضية المناسبة بين الثلاث خشبات، فعلها كثيرا، وسيفعلها إن شاء الله، مش مهم أبوتريكة إخوان، المهم يجيب إجوان، وهل لدى محمد صلاح، ساحر الكرة المصرية الجديد، ما يمنع من التسجيل باسم المصريين، جاءته ولن يضيعها وسيسعد الجماهير، وليعوض حسام غالى ما فاته، وهو كثير، وليقاتل أحمد فتحى عن أغلى اسم فى الوجود، ولعلها الفرصة الأخيرة أمام شريف إكرامى ليحتل مكانة والده الذى ينتظر ميلادا جديدا لشريف، أما وائل جمعة فلم يعد هناك متسع من الوقت ليلعب كأس العالم ويتوج تعب السنين.
اختلفوا سياسيا أنى شئتم، ولكن اليوم مصر على موعد مع الحلم الكبير، الحلم الذى يسع الجميع، الحلم الكروى الذى صار أشبه بالمستحيل، فلنعط شبابنا فرصة أن يلعب وشعبه فى ظهره يدفعونه دفعا نحو التتويج، فلنلتف حول المنتخب، شبابنا يحتاجون للدعاء كل الدعاء من كل المصريين، لا أستنكفها من المصريين العاشقين فوق جبل عرفات، اعطوهم الإحساس بالانتماء، الفانلة اليوم بلون علم مصر، علم مصر يرتديه اللاعبون، لا يمكنهم أبدا تمريغه فى الوحل، يستحق رفع العلم فى البرازيل الكثير.
مصر اليوم على موعد مع الحلم، نصف القمر ينير فى أكرا، قبل تمام الاكتمال فى استاد الدفاع الجوى بحضور الجماهير، نعدكم بزفة بالطبل والمزامير، ستنزل الجماهير إلى ميدان التحرير، مصر كلها فى انتظاركم فى ميادين التحرير، لحظة الحلم التى ننتظرها منذ 13 سنة، البعض يتشاءم من الرقم 13، لكنه سيكون فألا حسنا وسعدا على الجميع.
فلينس أبوتريكة أحزانه السياسية ويركز فى الملعب، وليتذكر صلاح أنه أمل كل المصريين، ولا يضيع المحمدى فرصة أخيرة لنصرة منتخب الفراعين، كل الآمال معقودة على عبدالله السعيد فليستفق وليستعد بعضا من فنياته وإبداعاته، وليثبت فتحى أنه- كما عودنا- من جيل المقاتلين الأشداد، ولا تلين عزيمة جمعة أمام المهاجمين، ليسوا سحرة كما يشيعون، عصا أبوتريكة تبلع عصيهم، من جيل السحرة الموهوبين، هناك شوط آخر فى القاهرة، ومهمة أخرى تبدأ من هناك فى أكرا، حيث ترقبكم الملايين اجعلوها عيدا، عيدين، لا تفرطوا فى الحلم وإن كان مستحيلا.
لا مكان اليوم للمتقاعسين، ولا للمتشائمين، اليوم يوم المتفائلين، نحن فى أمس الحاجة لحلم وحيد يجمعنا، تحسبنا جميعا ونحن قلوب شتى، فرقتنا الإحن والمحن، فرصة للجميع أن يثبتوا أن مصر فوق الجميع أغلى اسم فى الوجود، فوق الرؤوس، امنحونا بعضا من السعادة.