انتهي الدرس يا اوباما اماط قرار تعليق بعض المساعدات العسكريه الامريكيه الاخير لمصر اللثام عن التدهور الدرامي المتسارع للعلاقات التاريخيه بين البلدين، فطبقا لما نشرته صحيفه واشنطن بوست ان اكذوبه اسطوانه الدفاع عن الديمقراطيه وحقوق الانسان ليست السبب الحقيقي لهذا القرار المتهور، وانما هدفه معاقبه خروج السلطه الجديده من بيت الطاعه الامريكي بعد اكثر من ثلاثه عقود عودهم نظام مبارك علي ان الامر ليس اكثر من مكالمه هاتفيه تعني ببساطه الخنوع و السمع والطاعه ؛ لقد صدمهم جراءه وصلابه قاده الجيش ورفضهم الواضح المستقيم للاملاءت والاوامر الامريكيه بعدم عزل محمد مرسي وعدم فض الاعتصامات غير القانونيه للاخوان في رابعه العدويه والنهضه وتجاهلهم مؤخرا شروط الاخوان الخياليه للمصالحه والاندماج في خارطه المستقبل ،، حسنا اذا فقد انفضح المستور واصبح اللعب علي المكشوف، فعندما يصف دبلوماسي اسرائيلي بارز القرار بانه لعب بالنار مع مصر وسيكلف امريكا ثمن باهظ جدا ويؤكد علي"لا يمكنك تجزئة معاهدة السلام واتخاذ بنود وإبعاد أخرى.. وهناك عناصر أخرى فى المسألة، فإنها لا تتعلق فقط بإسرائيل ولكن بمكانة أمريكا فى العالم العربى". مشيرا إلى أن المساعدات العسكرية لا تقتصر على تسليم شحنات دبابات او طائرات ولكنها علامه علي الحضور والالتزام"
لم يدر بخلدي يوما ما ان تاثير الاخوان سيصل لهذا المدي وينقلوا عدوي الغباء السياسي لاداره اوباما، فيبدوا ان طريقه السيد مرسي الفريده في اتخاذ القرارات الارتجاليه التي تؤدي الي نتائج عكسيه مضمونه اصبحت مدرسه في حد ذاتها يقتدي بها لذلك الهمت السيد اوباما المتخبط اصلا للتجريب مع مصر !! فيفترض ان الهدف من القرار الامريكي زياده الضغوط الاقتصاديه والعسكريه والسياسيه علي الجيش المصري لتغيير سلوك قادته وتقديمهم تنازلات للاخوان في العمليه السياسيه، ولكن تاتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فقامت دول الخليج بملا الفراغ الامريكي قبل ان يبدا ودفعت عشره اضعاف المعونه في ايام معدوده فما بالك بعد قطعها سيصبح دعم استقرار مصر المالي والاقتصادي مساله امن قومي لهذه الدول وليست هبات ومنح تعطيها للشقيق وقت الضيق ؛اما مساله التسليح فالرفيق بوتين ينتظر بشوق وحنين للايام الخوالي لعوده الحليف السابق وتعويض غياب زبائنه السابقين بالمنطقه بسقوط العراق وليبيا وسوريا في الطريق، بالاضافه للانفتاح والتعاون مع دول مثل الصين وكوريا الشماليه والبرازيل، والعوده بقوه لاحياء الهيئه العربيه للتصنيع ؛ اما الوضع السياسي فقد اساء لصوره الاخوان و اهدي اوباما السيسي ماينقصه لتكتمل صوره الزعيم والبطل الشعبي الذي يواجهه غطرسه الامريكان خصوصا مع شعب لا يثق اساسا يالنوايا الامريكيه وموروثه الثقافي يخبره ان ما ياتي من الغرب ﻻ يسر القلب ،
اعتقد ان الفائده العظمي هو تحرر مصر من القيود والالتزامات المخله بالسياده المنبثقه عن كامب ديفيد وتغير وضعنا الاستراتيجي علي الارض الذي لا يقدر بمال تحديدا في هذا التوقيت الصعب الذي تحارب مصر ارهاب ضرروس علي حدودنا بسيناء : اما الكوراث المتوقعه التي ستحل يالمصالح الامريكيه نتيجه تداعيات هذا القرار فحدث وﻻ حرج فحتما ستقوم الحكومه المصريه بمراجعه التسهيلات التي تقدمها لامريكا مثل سماح مصر للطائرات العسكرية الأمريكية باستخدام أجوائها العسكرية، فخلال الفترة من 2001 ــ 2005، سمحت مصر 36553 مرة بعبور طائرات عسكرية أمريكية الأجواء المصرية،
منحت مصر تصريحات على وجه السرعة لعدد 861 بارجة حربية أمريكية لعبور قناة السويس خلال نفس الفترة، وقامت بتوفير الحماية الأمنية اللازمة لعبور تلك البوارج. كذلك لا تلتزم السفن الأمريكية التي تحمل أسلحة نووية، سواء كانت سفنا أو غواصات، بإبلاغ السلطات المصرية 30 يوما مقدما بمرورها .
كما فتحت مصر مجالها الجوي لعبور المقاتلات الأمريكية حوالي 2000 مرة خلال العام. بالاضافه لذلك ستدفع الحكومه الامريكيه تعويضات لشركات سلاح امريكيه 3.8 مليار دولار؛ وسينتج عن ذلك تسريح عماله امريكيه وتاثير ذلك علي اقتصاد مترنح . كما يمكن للحكومه المصريه، مراجعه عقود وامتيازات شركات امريكيه تعمل في التنقيب عن البترول والغاز حجم اعمالها 60 مليار دولار
هي ما دفعته امريكا من مساعدات لمصر منذ 1948 الي الان واخيرا ان حجم المعونه البالغ 1.3 مليار دولار يمثل 3.00 من الناتج القومي المصري. وان المصريين ينفقون اضعاف هذا المبلغ علي مكالمات ورسائل المحمول والفياجرا !! لذا فالدوله التي استطاعت ان تعيش 7 الاف سنه بدون المعونه الامريكيه تستطيع ان تتدبر امرها بدونها لسنين عديده قادمه. ولكن سيذكر التاريخ ان اوباما هو من جعل امريكا تفقد اهم دوله بالمنطقه .