قطاع من المصريين لا يمكن تجاهله، يتوق إلى أن يحكمنا رئيس مدنى. أعلم، بل أوقن أن المزاج النفسى لدى الأغلبية يتوجه الآن إلى الفريق السيسى، ولو خلع غدًا الرداء العسكرى -كما هو متوقع- وخاض الانتخابات، فستتجاوز نسبة مؤيديه 70%. القوى المدنية هى المسؤولة عن ذلك، لأنها حتى الآن لا تطرح سوى حمدين صباحى بعد أن أصبح ورقة مستهلَكة فقدت البريق والقدرة على التأثير، فهو لا يملك الآن سوى هذا الخطاب السياسى العجوز، الذى يقتات فيه على زمن جمال عبد الناصر. لماذا لم يتوجه المؤشر إلى د.مصطفى حجازى مستشار الشؤون الاستراتيجية لرئيس الجمهورية المؤقت، إذ إنه فى المرات القليلة التى أتيحت له فى التواصل الإعلامى داخل وخارج مصر طمأن كثيرين أننا بصدد شخصية جديرة بحكم مصر، إلا أن السؤال: هل لو قررت جبهة الإنقاذ ترشيح حجازى سوف يوافق، أم أن هناك خطًّا أحمر يعلمهو أنه لا يجوز الاقتراب منه؟
■ ■ ■
الناقد الأدبى الكبير د.الطاهر مكى قال فى حواره مع جريدة «التحرير» الذى أجرته سماح عبد السلام «إن الذين كانوا يرقصون فى مهرجان مبارك، هم الأكثر رقصا فى مهرجان الثورة»، وأضيف من عندى: وهم أيضا الأكثر رقصا فى مهرجان السيسى، إنهم دائما ما يضبطون الإيقاع على الأقوى.
■ ■ ■
الحقيقة أننا نظلم الفن عندما تصبح مرجعيته دينية، ونضع الأديان جميعها فى حرج بالغ عندما نبدأ فى الرؤية والرصد بهذا المنظار، كل الفنون ينبغى أن تُقيم فقط وفقا لقواعد علم الجمال «الاستاطيقا»، هناك أعمال فنية قبيحة وأخرى جميلة، ولكن لا يوجد فى التقييم عمل حرام وآخَر حلال.
■ ■ ■
أعاد محمد منير أغنية «حارة السقايين»، وكلما استمعت إليه شعرت بحنين جارف لكى أسمعها بصوت مطربتها الأصلية شريفة فاضل. منير أسهم من حيث لا يحتسب فى ذيوع «حارة السقايين» بصوت شريفة 2013 بعد أن غنتها قبل أكثر من نصف قرن.
ملامح الصوت فى كثير من الأحيان تفرض علينا المذاق الغنائى ، عندما غنى عبد الحليم حافظ بصوته «يا رايحين الغورية» ازددنا حبا لها بصوت محمد قنديل.
■ ■ ■
هل تستحقّ قبلة حكيم ويسرا فى حفل أكتوبر كل هذه الضجة، أم أننا صرنا نبحث عن أى شىء نفرغ فيه طاقة الغضب؟
■ ■ ■
أعجبنى موقف لجنة تحكيم مهرجان «أفلام الموبايل» عندما اكتشفت أن الفيلم الفائز بالجائزة الأولى مسروق، فاجتمعَت وأعلنت خطأها وسحبت الجائزة ووزعتها على الأفلام الأخرى التالية له فى الترتيب. الرجوع إلى الحق فضيلة، والاعتراف بالخطأ فضيلة أكبر.
■ ■ ■
من يكسب فى ماراثون أفلام العيد الذى يبدأ اليوم؟ محمد رمضان بفيلمه «قلب الأسد» سيحقق رقما قياسيا ويستحوذ على العيدية للمرة الثانية بعد أن حصل عليها فى عيد الفطر، وسوف يترك قضمة لا بأس بها لسعد الصغير ودينا فى «عش البلبل»، بينما أشعر أن الرهان على محمد فراج بطلا شعبيا، محفوف بالمخاطر.
■ ■ ■
ما الموقف الرسمى لما يجرى فى سوريا؟ هل نحن مع السفاح بشار الأسد الذى يقتل شعبه، أم مع المقاومة التى سيطرت عليها فصائل دموية تتدثر عنوةً بالإسلام؟ مصر الرسمية لم تحدّد موقفها بعد، ومصر الشعبية تقف حائرة بين سفاح علمانى يقتل دون مراعاة للقواعد الشرعية، وسفاح يقول «الله أكبر ولا الله إلا الله» قبل أن يقتل ضحاياه!