بسم الله الرحمن الرحيم
نحن شعب مصر..
أبناء الأمة صاحبة المجد على ضفاف نهر النيل العظيم، أول دول الأرض وأول حضارات الإنسان وأول مدن البشر. أول شعب أمسك بالقلم وسطر على الورق، وأول شعب أدرك وحدانية الخالق منذ فجر البشرية.
أبناء السيادة المصرية الحاكمة بملوكها وملكاتها منذ أول الزمان، الذين صنعوا سويا مجد تاريخها القديم.
أبناء الريادة المصرية، بانية معابدها ومسلاتها ومعمارها وكافة فنونها وثقافاتها بأنواعها وأشكالها وألوانها لتزين حضارتها بكل معانى الجمال.
أبناء الأرض المصرية، قبلة أنبياء الله ورسالاته، قوة ورحمة وعدلا، فلا رحمة بغير قوة، ولا عدل بغير رحمة، لترتفع بأيدى أبنائها بيوت الله يذكر فيها اسمه، شعبا واحدا حتى آخر الزمان.
أبناء الصلابة المصرية، بجندها البواسل، عصية على الطامعين، أبية فى وجه المحن، قوية فى وجه المعتدين، قاهرة لكل جبابرة التاريخ وطغاته وغزاته، تذود عن أخواتها فى الدين والعروبة المرة تلو الأخرى، وتتكبد راضية ثمنا من دم وألم ومرارة المرة تلو الأخرى، لتقوم فى كل مرة لتسمو على آلامها وتعلو على أنقاض أعدائها أقوى مما كانت وأعظم مما كانت، يزولون هم، وتبقى هى.
أبناء الهوية المصرية، بمبادئها الأخلاقية وقيمها الروحية، جوهرها المحبة والتسامح والتراحم والسلام وصون العهود، وحدودها العدل والمساواة، وأساسها الإنسان كيانا وكرامة، ودرة تاجها الإيمان بسم الله الرحمن الرحيم.
أبناء الوسطية المصرية، تتوسط بواباتها حضارات البشر فى عالمهم الإفريقى والآسيوى والأوروبى، ومكانها فى القلب من عالميها العربى والإسلامى.
أبناء الثورة المصرية، وكما انتصروا لمبادئهم على مر تاريخها، يتوجون انتصارهم بثورة أبنائها وبناتها فى 25 يناير 2011، ثم يقفون بالمرصاد كتفا بكتف لصونها والحفاظ عليها فى 30 يونيو 2013 حرة أرواحهم، كريمة نفوسهم، جسورة قلوبهم، قوية سواعدهم، راسخة أقدامهم، ثابت إيمانهم، ينكرون ذاتهم من أجل الأوطان، باذلين الغالى والرخيص ابنا وأبا، أختا وأما، روحا ودما، ونور أعين، ليبهروا العالمين بسلميتها فى ميادين حريتها كافة، هاتفين بمبادئها العظيمة، «عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية.. كرامة إنسانية»، لتعود مصر مصرا عزيزة، قاهرة، لكل من أراد بها قهرا.
أبناء أمة هذا قدرها، وهذا قدرها.
نحن شعب مصر.
نتمسك بالمبادئ الآتية:
أولا: شعب مصر هو وحده مصدر كل السلطات، وصاحب الشرعية دون غيره، يمنحها لمن يريد، ويمنعها عمن يريد.
ثانيا: حرية الإنسان المصرى وكرامته، واحترام معتقداته ورأيه وإرادته هى أساس الحكم فى الدولة، يكفلها نظامها الديمقراطى، ولا سلطة بغير مساءلة، ولا حرية بغير مسؤولية.
ثالثا: المصريون سواء أمام القانون حقوقا وواجبات بغير تمييز، أيا كان، وكفالة العيش الكريم والعدل الاجتماعى على قاعدة من العلم والعمل المخلص هى ركيزة حقوق الإنسان المصرى فى بلاده.
رابعا: الحقوق مصونة بالعدل بين الناس أساسا ونبراسا، يحفظها ويصون الحريات فيها ويقطع دابر الفساد عنها، يكفله قضاء مستقل ناجز لا يفرق بين ضعيف وقوى، عاجز وقادر، محكوم وحاكم.
خامسا: تراث الوطن وثرواته الطبيعية ملك لأبنائه، والتزام مشترك عليهم بحفظه وتنميته وصيانته للأجيال القادمة.
سادسا: إعلاء قيم العلم والبحث العلمى بكل مجالاته هو أساس الانطلاق نحو المستقبل، ولا يتأتى ذلك إلا بمؤسسات تعليمية متطورة، فى إطار بيئة صحية وتغذية سليمة ونشاط رياضى، وأمن وأمان لكل أفراد الشعب بكل فئاته.
سابعا: لا حق بغير قوة تحميه، وقواتنا المسلحة هى حامى الوطن ودرعه الصلب وقلعته الحصينة تدافع عنه وتحفظ عليه أمنه ورفعته وتقدمه، والدفاع عن الوطن شرف لكل مصرى وواجب على كل مصرى.