حرب السادس من أكتوبر ٧٣ فخر لكل مصرى.. كل مصرى يؤمن بوطنه، إيمانه بربه عزّ وجلّ.. حرب فيها حطمنا أسطورة جيش إسرئيل، الذى لا يقهر. الإسرائيليون ادّعوا أنهم قد ربحوا الحرب، استنادًا إلى ثلاثة أمور.. الثغرة، التى أعطوها صورة تفوق حجمها عشرات المرات.. وإعلامهم، القادر بإلحاحه واستمراره على قلب الحقائق، وتزييف التاريخ.. والزمن، الذى كثيرًا ما يطمس الحقائق، ويضع الزيف موضع الحق، ولكن الحكمة تقول: «إن كان المتحدث مجنونًا، فليكن المستمع عاقلًا». والزمن، كما يطمس حقائق، فهو يكشف أيضا حقائق.. ودعونا نجيب عن سؤال واحد.. عندما وضعت الحرب أوزارها، أين كنا.. وأين كانوا؟! مَن منا خسر ما وصفه بأنه أقوى خط دفاعى عرفه التاريخ؟! مَن منا ربح أرضًا، عندما أعلنت الهدنة، ومَن خسر أرضًا؟! فى أى منطق أو عقل، أو حتى حقبة من الزمن، ربح المهزوم أرضًا، خسرها المنتصر؟! نحن ربحنا أرضًا، وهم خسروا أرضان فكيف انتصروا وانهزمنا؟! بأى منطق يمكن تصديق هذا؟! فليقولوا ما يريدون، كما قال البلاشفة يومًا كل ما أرادوا، ولكن الزمن لم يلبث أن دحرهم، وأذبل أشواكهم، وأينع زهرة الحقيقة واضحة جلية.. الجيش المصرى انتصر فى أكتوبر ٧٣، وحرّر مصر من المحتل.. انتصر بعد أن سقط مئات الشهداء، وارتوت رمال الوطن بدمائهم الزكية. فلا حرب أبدًا بلا خسائر. وكل مَن يخوض حربًا من أجل الحرية، لا بد من أن يدرك أنه حتمًا هناك خسائر، وشهداء، وأبطال.. حتى فى مبارايات كرة القدم، تجد أن الفائز بكأس العالم، لم تخل شبكته من أهداف، ولم يخل مرماه من خسائر.. وبطل العالم فى الملاكمة، تلقّى عدة لكمات، قبل أن ينتصر ويحمل اللقب.. وكل ملاكم يدخل الحلبة، حالمًا بالنصر، يدرك مسبقا أنه سيتلقّى عدة لكمات، قبل أن يعلن انتصاره، وهذا هو ثمن النصر.. واليوم يقود جيشنا حرب تحرير جديدة، هى فى رأيى أخطر وأشرف من حرب أكتوبر ٧٣.. بعد أربعين عاما، كتب عليه أن يُحارب مرة أخرى، ليعيد إلى الوطن كيانه وأمله وأرضه ومستقبله، ويحرّره من خونة، اختلّت عقولهم، وأرادوا طمس الوطن، وتسليمه لقمة سائغة ليد إرهاب أسود شيطانى حقود، يمارس كل ما يدعو إليه الشيطان، صارخا بأن هذا هو دين الرحمن الرحيم، ذى الجلال والإكرام!! شياطين إنس، تغلى الشرور فى أعماقهم بنزعات وحشية دموية، وتسيل عقولهم فى أدمغتهم بهمزات شيطان، يسعده وينصره أن يرى العالم وحشيتهم، وينسبها إلى الدين الحنيف، ويتخذ منهم جندًا للجحيم، مزينًا لهم أفعالهم، ومغيبا عقول مؤيديهم، ليعلو بجحيمه فوق راية الحق باسم الحق سبحانه وتعالى.. شيطان أعظم، يجنّد شياطين أصغر، يسيطرون على عقول مغيبين وجهلاء، فى منظومة شيطانية، تستهدف تشويه صورة دين الله العزيز الحكيم، حتى يزهو الشيطان بفوزه وانتصاره، ولكن للدين ربًا يحميه، ممن يتاجرون به.. رب لا يرضى أن يكون الدعاة إلى دينه، بالقول لا بالفعل، قساة غلاظ القلوب، ملوّثة أيديهم بالدم، ولحاهم بتراب الشيطان، يستنشقونه مع أنفاسهم، فيغلى الشر فى عقولهم وأوردتهم، وتعلو نزعاتهم الدموية، التى يخفونها خلف ستار زائف من الدين.. هذه الحرب، كأى حرب، سيسقط فيها ضحايا وشهداء، وستروى مصر المستقبل والحرية بدمائهم الطاهرة، وبها ستنبت زهور الحرية.. زهور الأمل والمستقبل.. زهور مصر.. مصرنا.
شهداء..
مقالات -
نشر:
11/10/2013 11:51 م
–
تحديث
12/10/2013 8:37 ص