«الله خلقنا أحرارًا ولن نكون عبيدًا لأحد، كل عام وأنتم بخير، وكل موسم حج وأنتم طيبون ونكون عبيدًا لله وحده دون غيره». نام عصام العريان بدون غطاء فى طراوة الفجر، فتعرى، لسعه البرد، فقام متلبسًا دور أحمد عرابى فى مشهد «لقد ولدتنا أمهاتنا أحرارًا»، وقف أمام كاميرا الموبايل التاتش، متقمصًا الدور، راسمًا السمت، زامًا شفتيه، مسبلًا عينيه كأنه سيقبّل الصورة، ناقص بدلة التشريفة والحصان والطربوش، والسيف على الجنب، الجلابية تكفى، والسبحة زيادة، مسح على ذقنه من أثر السريد باللحم الضأن، مسّد شعره الخفيف بمشط صغير يحتفظ به للتسجيلات الفضائية فى سيالة الجلابية، مسح جبهته اللامعة بمنديل معطر، تنخم وتنحنح كأنه سيقرأ ربعًا فى عزاء، ابتسم للكاميرا لعل الصورة تطلع حلوة، إيش تعمل الماشطة، ودخل على دور عرابى من أعلى نقطة، وزعق على الطريقة العرابية، من أتخن طبقة صوتية، لن نكون عبيدًا لأحد!!
العريان أصابه البلل من تحت بعد التسجيل حذر غضبة الخديو، العريان ينام ويصحى على صورة السيسى، يعيش لحظة خوف ورعب، ولا فيلم دائرة الانتقام، ويصرخ من أعماق نفسه المذعورة زى إبراهيم خان «سيبنى أعيش»، عشنا وشفنا، عبيد السمع والطاعة صاروا أحرار ثوار هنكمل المشوار، تخيلوا العريان عبد المرشد وحامل حذائه، من قال لبتاع الكتاكيت سمعنا وأطعنا، وأقسم على السمع والطاعة فى المنشط والمكره، العريان الساقط إخوانيًّا حتى فى انتخابات الحرية والعدالة، المرفوض كلية من القواعد الإخوانية، المستحل (من الاستحلال) للقب دكتور يستبق اسمه وهو مجرد طبيب تحاليل مرفوت عائد بحكم قضائى، يستحل الراتب الحكومى ولم يدخل فى حياته معملًا ولم يحلل «بول وبراز»، لأنها نجاسة، هذا الرويبضة يتطاول على المصريين، ويلقح زى النسوان فى موسم الحج، عامل فيها عرابى، جتك نيلة، فعلًا القوالب نامت والانصاص قامت. العيب كل العيب على من تركك تمرح وتلعب وتهزل فى وقت الجد، يا عريان إيش فرعنك، ملقيتش حد يلمنى، لو الداخلية إيديها طايلة كانت جابتك من بطن الزير، تشرف مع اخواتك، تنتظر مصيرك، لكنهم سايبينك، أخشى أنهم طالقينك، أنت مطلوق، طول عمرك مأجور، عمر ما كان قرارك من راسك، ولا يمكن تعرف خلاصك، عبد المرشد كنت ولا تزال وستظل، تتمنى الرضا يرضى عليك المرشد، تترجى الرجوات جميعها لتنال القرب والحظوة، منه لله الأستاذ عاكف بَلَا الجماعة بك وبأمثالك، وقرّبك، ونعّمك، وجعلك رقمًا فى جماعة كل من فيها أصفار، لأنهم عبيد المرشد، فعلًا ما أنتم إلا عبيد إحسانات المرشد، المرشد الراحل المأمون الهضيبى قالها لشباب الوسط أيام تمثيلية الحزب (المنشق)، قال وشاهد عليها عصام سلطان: «اللى يخرج من الإخوان يخرج بلبوص»!!
مالك أنت وعرابى يا مهرج المرشد، دور العريان فى جماعة الإخوان كان يحكى نكت بايخة للمرشد السابق عاكف، ويضحكان عليها، وعلى نفسيهما، لم يزد العريان فى الجماعة عن الواد بتاع عاكف، ما شاء الله الله أكبر، ولبس الجلابية اللى على الحبل، وطالع فى «الجزيرة» القطرية مقلدًا الإرهابى الدولى أيمن الظواهرى، صديق الجاسوس محمد مرسى، نازل تهديد، ووعيد، ونعم بالله.. الله خلقنا أحرارًا فعلًا، ولكن هل حافظت على نعمة الحرية، ذهبت بقدميك تقسم على السمع والطاعة لغير الله، تسمع وتطيع لبشر، يخطئ ويصيب، تسلم حريتك بإرادتك لجماعة السمع والطاعة، لم يطلب منك أحد أن تكون عبدًا لكن أنت عبد نفسك، ونفسك أمارة بالسوء، وتكذب وتتحرى الكذب فى كل أقوالك وأفعالك، وأنت تعلم أن الكذب يهدى إلى الفجور وأن الفجور يهدى إلى النار وأن الرجل ليكذب حتى يكتب كذابًا، وأنت أعلم بمن هو الكاذب المحتال الذى قضى حياته يتحرى الكذب، حتى صار كذابًا، فعلا كداب يا خيشة.. أقصد يا عريان.