ايجى ميديا

الخميس , 26 ديسمبر 2024
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

إبراهيم عيسى يكتب: جحا لكل مواطن

-  
إبراهيم عيسى

قال رجل لجحا: سمعتُ من داركم صراخًا، قال: سقط قميصى من فوق، قال: وماذا فى ذلك، قال: يا أحمق لو كنتُ فيه أليس كنتُ قد وقعتُ معه؟

ومات جار له، فأرسل إلى الحفار ليحفر له، فجرى بينهما خلاف فى أجرة الحفر، فمضى جحا إلى السوق واشترى خشبة بدرهمين وجاء بها، فسُئل عنها فقال: إن الحفار لا يحفر بأقل من خمسة دراهم، وقد اشترينا هذه الخشبة بدرهمين لنصلبه عليها ونربح ثلاثة دراهم ويستريح من ضغطة القبر ومسألة منكر ونكير.

وحُكِىَ: أن جحا دفن دراهم فى صحراء، وجعل علامتها سحابة تُظِلّها.

ومات أبوه فقيل له: اذهب واشترِ الكفن، فقال: أخاف أن أشترى الكفن فتفوتنى الصلاة عليه. (كأنه ممكن يصلى عليه من غير كفن).

وسمع قائلًا يقول: ما أحسن القمر، فقال: أى والله خاصة فى الليل.

لكن مع كل هذا الغفل والهَبَل، فإن مؤرخًا عظيمًا مثل الذهبى يقول عن جحا: إن أمه كانت خادمة أنس بن مالك، وكان الغالب عليه السماحة وصفاء السريرة.

ولقد ترجم ابن حجر فى سِيَر «أعلام النبلاء» لجحا، ونقل عن عباد بن صهيب: حدَّثنا أبو الغصن جحا وما رأيت أعقل منه، ولعله كان يمزح أيام الشبيبة، فلما شاخ، أقبل على شأنه، وأخذ عنه المحدِّثون.

هل عرفتَ أن جحا الحقيقى كان فقيهًا وصاحب علم وكرامات، ولعله كان مرحًا وابن نكتة وصاحب مواقف مضحكة، فاستهبل البعض وطلّعوه فى الكتب «راجل أهبل»!

سألوا جحا هل يولد للرجل بعد بلوغه الستين؟ قال: يجوز، فقيل وبعد الثمانين؟ قال: يجوز، فقيل وبعد بلوغه المئة؟ قال: نعم، إذا كان له جار فى العشرين.

جحا هو الشخصية التى احتارت فيها كتب التاريخ.. بعضهم يقسم أنه عربى، والبعض الآخر يحلف بالطلاق أنه تركى، وربما جحا تركى متعرب أو عربى مترّك، لكن الثابت أنه لم يكن جحا شخصًا واحدًا، لأن النوادر التى تُنسب إلى جحا لا تصدر من شخص واحد، لأن بعضها يحدث فى صدر الإسلام وبعضها من عصر المنصور العباسى وعصر تيمور لنك وما بعده بعصور، وبعضها ىُروَى وقوعه فى أرض فارس، وبعضها فى بغداد وفى الحجاز وفى آسيا الصغرى، لكن صار جحا رمزًا وليس شخصًا واحدًا، وأصبح لجحا أتباع على مذهبه الساخر الذى يصنع من عظائم الأمور ضحكات ويقابلها بسخرية، فهو نموذج للإنسان المقهور واللى طالع عين أهله، لكنه يواجه الزمن بالاستخفاف والسخرية، ففيه من كل واحد فينا، وفينا من كل صفة فيه، وهذا سر أننا نحب جحا، ويعيش معنا منذ مئات السنين رغم أننا نستغفله، بينما فى الحقيقة هو الذى يستغفلنا طوال الوقت بذكائه وسرعة بديهته وسعة حيلته.

ولعلك تتذكر حكاية جحا حين ضاع حماره فأخذ يسأل الناس ويصيح: ضاع الحمار والحمد لله، فقيل له هل تحمد الله على ضياعه؟ فقال: نعم فلو أننى كنت راكبه لضعت معه!

أما جحا الذى تتأكد أنه يعيش بيننا الآن فهو الذى هبَّت يومًا ريحٌ شديدةٌ، فأقبل الناس يدعون الله ويتوبون، فصاح جحا: يا قوم، لا تعجلوا بالتوبة، إنما هى زوبعة وسرعان ما تهدأ!

التعليقات