هل تجوز المصالحة الآن مع جماعة الإخوان؟
.. وذلك بعد أن مارست الإرهاب -ولا تزال- ضد الشعب.. والوطن.
.. لقد تعدّت الجماعة على الدولة وعلى الشعب.
.. وما زالت تعتبر الشعب العدو، وتحاربه، ومؤسسات الدولة أهدافًا عدائية يجب هدمها.
.. هذه فلسفة الجماعة منذ أن خرج الشعب عليها فى ثورة 30 يونيو.. العداء للشعب وهدم الوطن.
.. ولم يخرج الشعب عليهم بعد أن كشفهم وفضحهم فى سياساتهم التى كانت تريد أن تجعل مصر عزبة خاصة للجماعة والأهل والعشيرة.
.. ولم تستجب جماعة الإخوان إلى أى مطالب شعبية لتحقيق أهداف الثورة من إقامة مجتمع ديمقراطى.
.. واستمرت الجماعة ومندوبها فى الرئاسة على عنجهيتهم وتعاليهم على الشعب ومطالبه.. بعد أن استطاعوا أن يصلوا إلى قمة السلطة بالتزوير والتدليس.
.. وتخيّلوا أنهم باقون أبدًا.. واستحلوا كل شىء من أجل أن يظلوا أبدًا فى السلطة.
.. وتاجروا بالدين وهو منهم برىء.
.. وجعلوا دستور البلاد ومستقبله خاصًّا بالجماعة بعد أن أصروا على أن تستكمله جمعيتهم التأسيسية الباطلة.
.. وحاربوا كل مؤسسات الدولة.. وأرادوا هدمها من أجل بناء مؤسساتهم الخاصة على حساب الوطن والشعب.
.. استخدموا القهر.. واستمروا على نفس سياسات الحزب الوطنى الفاسد والفاشل فى إدارة شؤون البلاد.
.. فكان المحصلة الفشل.
.. فشلهم فى اختيار الشخصيات المسؤولة، لأنهم اعتمدوا على أهلهم وعشيرتهم والمتحالفين معهم.. حتى إنهم استدعوا الإرهابيين القدامى ليتحصّنوا بهم، ويشاركوهم فى تجارة الدين حتى ولو بالإرهاب!!
فشلهم فى وضع سياسات تتفق مع المطالب الشعبية وتحقيق أهداف الثورة التى استطاعوا السطو عليها واعتبروها ثورتهم بعد أن استطاعوا خداع مجموعة من الشعب.
.. عملوا على التمكين والسيطرة، لتنفيذ مشروعهم الخاص.. وأقصوا الوطنيين المخلصين الذين يعملون لصالح الوطن.
.. وعندما كشفهم الشعب وفضحهم وأثبت فشلهم أصرّوا على المضى فى سياساتهم دون أى تغيير، مناهضين للشعب وقواه الحية.
.. فما كان إلا أن خرجت الملايين ضدهم.
.. وبسياستهم «الغبية» توحّدت كل مؤسسات الدولة مع الشعب لإنقاذ الوطن من أفعالهم.
.. وكان لا بد من عزل محمد مرسى، فكانت ثورة 30 يونيو.
.. لكن الإخوان لم يصدقوا أن الشعب يطردهم من نعمة السلطة.. ولم يتّعظوا مما جرى مع مبارك ونظامه وتخيّلوا أن البلد أصبح عزبتهم.. فقرروا معاقبة الشعب بالإرهاب.
.. فنشروا الإرهاب فى الوطن كله.
.. وادّعوا أن ما جرى انقلاب عسكرى.. وحاولوا ترويج ذلك أمام العالم.. وساعدهم فى ذلك بعض الأنظمة الحاقدة على مصر.. لإشاعة الفتنة، رغم أنه واضح لهم ولغيرهم أن الشعب هو الذى تحرّك.. وكان ذلك مبكرًا عندما أعلن محمد مرسى إعلانه الدستورى الديكتاتورى فى 21 نوفمبر، وخرجت الجماهير ضده.. ووصل الأمر إلى مداه فى أحداث الاتحادية يوم 4 ديسمبر.. والتى استعان فيها محمد مرسى وجماعته بميليشيات الجماعة، للاعتداء على المتظاهرين السلميين وقتلهم.. وهنا بدأ العداء من الجماعة ومحمد مرسى للدولة والشعب.
.. وبدؤوا فى الإرهاب وترويع المواطنين.
.. ولا يزالون يرهبون الناس.
.. ويثبتون كل يوم أنهم جماعة إرهابية تقتل المواطنين وتعتدى على مؤسسات الدولة، وحوّلوا الشعب إلى عدو.
.. ويثبتون كل يوم أن الشعب كان على خطأ عندما اعتبرهم مطهرين من نظام استبدادى.. وتعاطف معهم.. فإذا بهم يتحوّلون إلى مستبدين وإرهابيين.
.. فعن أن مصالحة يتحدّثون!!