صلح إيه اللى إنت جاى تقول عليه؟.. مبادرة إيه وكلام فارغ إيه؟.. أكبر غلطة أن تجلس الدولة فى مواجهة جماعة.. معناها أن الجماعة دولة داخل الدولة.. معناها أنها ند للدولة.. أى مبادرة لابد أن تكون فى إطار حوار وطنى، يضم جميع الفصائل، وليست الجماعة وحدها.. لا الجماعة دولة، ولا هى ند للدولة.. أفضل مبادرة يقدمها كمال أبوالمجد أو غيره، أن يطلب منهم البقاء فى منازلهم، وانتهى الأمر!
أكبر غلطة أن تكون هناك مفاوضات بين الدولة والجماعة.. أكرر، إذا رجعوا إلى بيوتهم انتهى الأمر.. كيف نتفاوض مع شوية خونة؟.. من الذى يستطيع بسلامته أن يطلق سراح مرسى؟.. من الذى يستطيع بسلامته أن يطلق سراح مطلوبين فى قضايا جنائية؟.. من يملك أن يفعل؟.. الذين قتلوا الجنود وحرقوا الأقسام، لا يمكن أن نكافئهم.. الذين يهددون قناة السويس، لا يمكن أن نصالحهم!
لا مجال للتصالح.. لا وجود أصلاً للجماعة، ولا للجمعية، ولا للتنظيم.. الجماعة الآن محظورة بحكم المحكمة.. وزارة التضامن أعلنت رسمياً شطبها من سجل الجمعيات الأهلية.. ثبت أن الجماعة تحمل السلاح، فى وجه الوطن.. ثبت أنها جمعية خائنة وجماعة خائنة.. مع من نتفاوض؟.. بأى صفة نقعد معهم؟.. ما هو الهدف أصلاً؟.. هل نجلس مع جماعة تحرض تنظيم القاعدة لضرب قناة السويس؟!
صحيفة «وورلد تريبيون» الأمريكية، قالت إن قناة السويس أصبحت هدفاً أساسياً للمتطرفين الإسلاميين فى مصر.. كيف تقعد الدولة مع جماعة تخرّب الوطن؟.. المصالحة ربما كانت مقبولة قبل «رابعة» و«كرداسة» و«رفح».. ربما لو كانت المظاهرات سلمية.. ما حدث لا يهيئ المناخ للمصالحة.. لا أحد سينسى بسهولة حرق الأقسام، ولا ذبح الجنود والضباط.. كيف يتحدثون عن مبادرة صلح؟!
لا يسأم المفكرون، المحسوبون على الإخوان، من تقديم المبادرات.. سمعنا مرة عن مبادرة للدكتور سليم العوا، لم تصمد طويلاً.. بعدها سمعنا عن مبادرة طارق البشرى، وفهمى هويدى.. طوتها الريح.. الآن مبادرة كمال أبوالمجد.. هذه المبادرات ليس هدفها مصلحة الوطن، بقدر ما تبحث عن إنقاذ الإخوان.. كيف يحدث الصلح، بينما نحن فى انتظار مذبحة كل يوم؟.. قولوا إنهم يستنجدون الآن!
الأيدى «المتوضئة» تحرق البلاد.. الأيدى «المتوضئة» تقتل العباد.. يهددوننا بالزحف غداً إلى التحرير.. يبحثون عن مجزرة جديدة.. فليزحف الخرفان، وإحنا وراهم والزمن طويل.. لكن لا تطلبوا الصلح.. لا تدفعوا حوارييكم لتقديم المبادرات.. لا أحد سيجلس معكم.. لا أحد سيتفاوض معكم.. لا من الجيش، ولا من الشرطة، ولا من الثوار.. بأمارة إيه؟.. اخترتم الحرب، فكيف نمد أيدينا بالسلام؟!
المبادرات مفهومة القصد والمغزى.. معناها بالبلدى: إلحقونا(!).. الحجة التى يقدمونها أن الوطن يحتاج إلى بناء.. أننا ينبغى أن ننظر للمستقبل.. أين كنتم من قبل؟.. لماذا الآن؟.. توهمتم أن مصر ستصبح سوريا.. لا عشتم ولا كنتم.. توهمتم أن مصر قد تمر بنموذج الجزائر.. لا عشتم ولا كنتم.. هددتم برشنا بالدم.. كنتم تستعدون لهذا اليوم.. فتح لكم المعزول والشاطر و«الخايب» مخازن السلاح!
أصالحك على إيه ولاّ إيه ولاّ إيه؟.. أعاتبك على إيه ولاّ إيه ولاّ إيه؟.. بعد الدم أصالحك ليه؟.. إزاى أآمن لك؟.. إزاى أثق بك؟.. يا خاين مالكش أمان.. فات ميعاد المبادرات.. فات ميعاد المصالحات.. للأسف ركبت رأسك، ولم تحسب حساباً لهذه اللحظة.. صدقنى، غُلبت أصالح فى روحى، عشان ما ترضى عليك(!).