شىء جيّد أن يخرج الرئيس المؤقت المستشار عدلى منصور فى زيارات خارجية.. وإن تأخّر الأمر كثيرًا.
.. فزيارة عدلى منصور إلى السعودية ذات أهمية كبرى، وذلك بعد الموقف السعودى القوى المساند لمصر فى ظل إرهاب جماعة الإخوان.
.. وكان يجب أن تكون جولة الرئيس عدلى منصور تشمل الإمارات والكويت أيضًا، لدورهما العظيم فى دعم مصر سياسيًّا واقتصاديًّا بعد ثورة 30 يونيو.. واستعادة مصر مكانتها بعد الاحتلال الإخوانى.
.. ومن هنا تأتى أهمية زيارات الرئيس عدلى منصور الخارجية، لإعادة مصر إلى مكانتها ودورها الإقليمى والعروبى الذى فقدته.
هذا الدور المفقود منذ نهاية ولاية مبارك.. ولم تستطع الحكومات بعد ثورة 25 يناير استعادته.
.. وكان عجز جنرالات المجلس العسكرى فى المرحلة الانتقالية قد أفقد الدور المصرى الكثير، رغم الترحيب الكبير بالثورة المصرية وتأثيرها على كل الدول.
.. ولكن لم يحدث أى تقدّم فى ذلك الوقت.. وازداد الوضع سوءًا بعد ذلك.
.. وعندما جاء مرسى وإخوانه.. حوّلوا الدور المصرى لصالح الجماعة والأهل والعشيرة فقط، ولم يراعوا حق الوطن والدولة المصرية.
.. فكانت مصالح الجماعة فوق الوطن والشعب.
.. فاستخدموا الدولة لمصالحهم الخاصة.
.. ومن هنا لم تستعد مصر دورها.. وإنما استعادت الجماعة علاقاتها التى كانت فى إطار التنظيم الدولى للإخوان!!
.. فهناك أهمية كبرى لتلك الزيارات الخارجية لرئيس الدولة.
.. فلم تعد تكفى زيارات وزير الخارجية.. وإن كانت حتى الآن قليلة.. وغير مؤثّرة!!
.. ولذا كانت هناك أهمية كبرى أن يقوم الرئيس عدلى منصور بنفسه بزيارة الأمم المتحدة، وإلقاء كلمة مصر.. وقد كان من المقرر ذلك، إلا أنه تقرر إلغاؤها فى اللحظات الأخيرة، والاكتفاء بوجود وزير الخارجية نبيل فهمى.
.. وقد اتُّخذ قرار إلغاء إلقاء الرئيس المؤقت عدلى منصور كلمة مصر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، خوفًا من تصرفات بعض الدول التى تساند جماعة الإخوان، من أن تنسحب فى أثناء إلقاء الكلمة.. وهو أمر عادى جدًّا.. وكان لا يجب أن نخضع لمثل تلك الابتزازات.. فكان يجب الوجود فى كل المحافل الدولية.. وعلى رأسها الجمعية العامة للأمم المتحدة.. فمصر لا بد أن تكون حاضرة بثورتها الجديدة وثورتها الشعبية التى شارك فيها الجيش ودعّمها.
.. ولا بد من فضح الإرهاب الذى تمارسه الإخوان وفضح الدول التى تساعد تلك الجماعة الإرهابية.
.. فلا بد أن يخرج الرئيس المؤقت عدلى منصور ويمارس مهامه الخارجية.. واستعادة العلاقات المصرية بالدول العربية والدول الصديقة.. والدول المؤيدة للثورة المصرية.
.. فلا بد من استعادة الدور المصرى.. ولا تأخذنا حوارات الشأن الداخلى فى تعطيل علاقاتنا الخارجية.
.. فمثل تلك الزيارات من المسؤول الكبير ستضع كثيرًا من المفاهيم الجديدة عن ثورة البلاد وتوضح الكثير من الالتباسات التى تبثّها جماعة الإخوان المسلمين واستخدامها لبعض الدول المتحالفة معها.
.. ولعل البدء بالسعودية أمر موفّق، حيث لم تكن مساندتها اقتصادية فقط.. وإنما دبلوماسية أمام دول العالم.
■ ■
مجلس الشورى.. ومجلس الشيوخ:
هناك مَن يريد أن يحافظ على مجلس الشورى (لأمر فى نفس يعقوب).. فهناك مَن يريد التعيين فيه، وهناك مَن يريد الحصانة، وهناك مَن يريد المكافآت.. وهناك مَن يريد الرئاسة (رئاسة المجلس).
فكفى تهريجًا وتبريرًا بأنه يمثّل الغرفة الثانية للبرلمان.. وكفى مهزلة هذا المجلس الذى كان -ويبدو أنهم يريدونه- للموالسين والمنافقين.. وكفى أموال الدولة التى يتم صرفها بلا حساب!