يا بركة دعاء الوالدين، رضا الأم من رضا الرب، أم السيسى راضية عليه، تدعو له، ربنا يحميك من كل شر، السيسى فى حواره المهم مع ياسر رزق، كشف عن أن القائد العام، الفريق أول، وزير الدفاع، قبل كل هذا وبعده، هو ابن مطيع لأم طيبة، بار بوالدته، يعود إليها آخر النهار، يتزود وخير الزاد التقوى، يقبل اليد المعروقة، يطلب البركة والدعاء، تربت الطيبة على الكتف الذى تنوء من حمله الجمال، جمل الحمول، تمسح على الرأس، تبسمل، تحولق، تقرأ ما تيسر من الأوراد، يخفض الرأس، يغمض العينين، تتلو المعوذتين، وبسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله أحد، الله الصمد، يستريح الفارس بعد عناء.
ربما لا تعرف الأم ليلتها (ليلة 3 يوليو) أنها الليلة الموعودة، ابنها الجنرال سيضع رأسه على كفه، سيحمل مصيره على ظهره، سيضع مصر كلها على الحافة، يخوض بقلب فارس أخطر ليلة فى تاريخ مصر، السيسى فقط طلب منها الدعاء، والباقى على الله، وعلى الشعب المصرى الذى يستلهم قواه من جبار السموات والأرض.
من أين للسيسى هذه الثقة المفرطة فى الشعب، ربما دلته عليها بوصلة والدته، مصرية طيبة تؤمن بالقضاء والقدر، واللى مكتوب على الجبين لازم تشوفه العين، طريف السيسى ذهب إلى والدته يطلب الدعاء، غيره فى نفس الظرف قبل نصف قرن وفى ثورة مماثلة ذهب إلى السينما يطلب النجاة، السيسى طلب من أمه الدعاء، غيره طلبها ولايزال يطلبها من ماما أمريكا.
نعم والدة السيسى فى حالة سِنّية لا تسمح لها بأن تقرأ الأحداث، لكنها تقرأ بقلبها، قلب الأم، وتدعو له دعاء الأمهات، ستارة واقية من كل شر، قلوب الأمهات لها عيون ترى ما لا يراه الآخرون، السيسى صار له فى مصر ملايين الأمهات، وملايين الأخوات، وملايين البنين والبنات، جميعا يدعون بمثل دعوة والدته «ربنا يحميك من كل شر».
هل بعد شر الإخوان شر، الإخوان شر مستطير والعياذ بالله، لم يحم السيسى ولا حمى الجيش ولا حمى مصر من شر الإخوان والجهاديين، والموالى والتابعين والمؤلفة قلوبهم، سوى دعوات صالحات من أمهات طيبات، دعوة صغيرة تمنع بلاوى كتيرة، الدعوات وحدها كافية لترد عنه كل الشرور، دعوات الأمهات فى صلاة الفجر، فى غبش الليل، يفج نورانيا من قعور البيوت الطيبة تحمى مصر من كل شر، ربنا يحميك من كل شر. فعلا ما يحيق بالسيسى وبمصر خطر عظيم، ولايزال، ما كان ينتظر مصر والسيسى كان تدبيرا رهيبا، ولايزال، فعلا لولا الدعوات الصالحات، ولولا الأمهات الطيبات، ولولا شيوخ صالحين وقسس ورهبان، وأولياء وقديسين، ولولا بيوت يذكر فيها اسمه، اسم الله، لهدمت صوامع وبيع ومساجد، خطير كان التدبير لكن الله سلم، بحق الطيبين والطيبات. ربتنى على الاعتماد على الله والرضا بالقدر، فعلا السيسى رجل القدر، رجل اللحظة، يبدو أن السماء ادخرته ردحا من الزمن لتعوض به الشعب المصرى عن ذل لئام مبارك، ومرار الإخوان، الحمد لله أن جعل فينا رجلا يحترم أهله وناسه، وينحى لشعبه، قائد معتبر ربته أم طيبة تدعو له فى ختام الصلاة، حارسك وصاينك من كل عين رضية، تروح وترجع بالسلامة يا ضنا قلبى، أمك (مصر) مستنياك يا سيسى لا تتأخر فى تلبية النداء.