قرأت. فزعت. أصابنى الرعب. الخبر منشور فى الصفحة الثالثة من جريدة الأخبار. عدد الإثنين. العنوان يقول: «قتلنا إخواننا المتظاهرين بأوامر من قيادات الجماعة لإثارة الرأى العام العالمى». المعلومات منسوبة لاعترافات ما سمته الجريدة «قناص الإخوان» فى رابعة العدوية. قالت إن تلك اعترافاته أمام النيابة.
قال القناص محمد رمضان إن «محمد البلتاجى وأسامة ياسين وصفوت حجازى طلبوا منه ومن آخرين اتخاذ مواقعهم أعلى المبانى السكنية حول ميدان رابعة.. بحيث يسهل عليهم التعامل مع أفراد الشرطة والجيش عند اقتحامهم الميدان وفض الاعتصام».
الخطير هو التالى على لسان القناص: «قيادات الإخوان أصدرت لنا الأوامر باستهداف المنضمين للمظاهرات من الإخوان وإصابتهم بطلقات نارية مباشرة فى الصدر أو الرقبة أو الرأس.. تؤدى إلى قتلهم حتى يتم تصويرهم ومخاطبة الرأى العام العالمى بأن الدولة تقتل المتظاهرين العزل». أضاف أمام النيابة: «إن من يعترض يتم استبعاده، ولا أعلم إذا كانت تتم تصفيته أم لا». قال: «عدد القناصة كان ٣٩ فرداً بينهم جنود سابقون بالجيش أو متدربون فى الصحراء بسيناء أو غزة بإشراف عناصر من كتائب القسام».
خبر مريع. كنت أسمع عن هذا. لم أكن أصدقه. ورد الآن فى اعترافات. قالها متهم أمام النيابة. وقع عليها. نشرتها صحيفة. يثبت بأقواله أن الإخوان لم تكن جماعة. كانت مافيا. فكر مفزع. خطر على المجتمع. لا يمكن أن يؤدى لاستمراره. المنضم للجماعة مصيره أمر من أربعة. ينعزل عن المجتمع. أو يسجن. أو ينتحر بتدمير نفسه. أو تقتله الجماعة. فى كل الأحوال هو قتيل أو منفى. مغترب بعيد عن الناس. إذا انعزل نفسياً ظن نفسه على صواب. الآخرين كفاراً. إذا انتحر اعتقد أنه بذلك يحمى الإسلام. إذا قتله البلتاجى وأسامة ياسين وغيرهما ظنوا أنهم يحمون الجماعة. يحققون أهدافها. يعتقدون كذلك أن فى هذا فائدة الإسلام.
القتل بهذه الطريقة المدبرة خطر جدا. ليس لديهم مانع أن يضحوا بمن انتموا إليهم. هل يمنعهم مانع من أن يضحوا بغيرهم. يمكنهم أن يفجروا المرافق. يعطلوا الطرق. يحرقوا مصر. يقتلوا أبناءهم. ما الذى يمنعهم عن أى فعل شنيع. كيف يقتلون إخوانهم؟ يتاجرون بدماء من يقتلونهم!! هذه الكلمات سوف يقرؤها الكثيرون. عندها ينقسم الناس إلى فريقين. فريق من أغلب المصريين يشاركنى الانزعاج. فريق من الإخوان سيعتقد أن هذا تآمر على الجماعة. لن يقبل تصديق الاعترافات. سيقول إنها ملفقة. عقولهم مبرمجة. مغسولة. مرتبة فى اتجاه واحد لا يوجد غيره. الأهم: الذى يقبل أن ينتحر يمكن أن يقبل من الجماعة أن تقتله. سوف يجد أن فى ذلك صالح الدين. شىء مؤسف جدا!!