فاكرين الفيلم بتاع (الغازية لازم ترحل)، للأسف هذا ما ينطبق على القارة الإفريقية السمراء، خصوصًا بعد تكرار المهازل التى نراها ونشاهدها يومًا بعد يوم. ليس من المعقول فى عام ٢٠١٣ أن نرى ما كان أول من أمس فى الكاميرون، استاد جاروا، أن تُقام عليه أهم وأقوى بطولة فى القارة الإفريقية، دورى الأبطال، ليس من المعقول أيضًا كل هذه المعاناة فى عمليات النقل والتصوير، لمجرد شوية أمطار. نحن نشاهد دورى أبطال أوروبا وشتان الفارق، نرى الملاعب، التصوير، النقل، التوقيت فى المباريات، الجماهير، النواحى المادية، الإعلانات، المقابل المادى للفريق البطل، أو مَن يتأهل لدورى المجموعات، نرى أيضًا التنظيم الرائع من كل المسؤولين هناك، إدارة. هناك اتحاد اسمه الويفا يحترم مَن يجلب له الأموال، هل تعلم عزيزى القارئ أن دورى الأبطال الأوروبى يدر دخلًا ماديًّا على الويفا وعلى الأندية المشتركة لا يقل عن نصف مليار سنويًّا، يعود أكثر من الثلثين إلى الأندية بالكامل، النادى البطل أكثر من 65 مليون يورو، النادى الوصيف أكثر من 40 مليون يورو، ولذلك الكل يسعى للوجود.. كلها أشياء أعتقد أنها بعيدة كل البعد عن القارة السمراء التى يحتكرها حياتو ورجاله، ونحن فى 2013 وللأسف السبب فيه الأندية التى تشارك وترضى بالمهانة والتعذيب.. فى أوروبا هناك 14 ناديًا يُؤخذ رأيها فى كيفية تنظيم البطولة سنويًّا، ونحن فى إفريقيا الأهلى أو الزمالك مثلًا يجوبان إفريقيا، تعذيبًا ومشقة ومهانة وإرهاقًا وإقامة، والمقابل إذا وصل الفريق إلى المباراة النهائية يحصل على مليون دولار، والباقى من الإعلانات يصل إلى جيوب الاتحاد الإفريقى الذى لا يعلم أن مَن يأتى بالأموال هو الأندية ولاعبوها ومدربوها وأن لذلك لن تكون هناك قائمة لهذه البطولة المهينة، المكسب الوحيد منها ثلاثة ملايين دولار تصل إلى خزائن النادى من الاتحاد الدولى عند التأهل لكأس العالم للأندية، هذا هو الأمل الوحيد والسبب أيضًا هو ضعف مسؤولى الأندية.. أتذكر فى يوم، الراحل العظيم صالح سليم قرر عدم الاشتراك حفاظًا على اسم الأهلى الكبير إفريقيًّا، كانت العقوبة من الأخ حياتو ومكتبه التنفيذى، هم لا بد أن يعلموا أن مصالح الأندية أهم من مصالحهم الشخصية، لا بد من وفقة قوية، لا بد أن يكون هناك اجتماع قوى من الأندية الإفريقية أصحاب الصيت والاسم الرنان.. أتحدث عن شمال إفريقيا المسيطرين حاليًا على الأميرة الإفريقية، أنتظر قرارًا من النادى الأهلى وإدارته، ليس للابتعاد، لكن كما كان يفعل فى مصر لتحريك الأندية المصرية ضد الاتحاد المصرى، أتمنى أن أرى ذلك مع البطولة الإفريقية.. معلومة بسيطة، الناديان المصريّان الأهلى والزمالك اشتراكهما فى البطولة معناه نصف الإيرادات، والحقوق التليفزيونية والإعلانات سبب رئيسى فيها، فهل هناك من مستمع ومجيب؟
إفريقيا لازم ترحل
مقالات -
نشر:
7/10/2013 5:58 ص
–
تحديث
7/10/2013 8:32 ص