ويسألونك عن مرسى، قل هو فى أيد أمينة، فى مكان أمين، هو ونفر من أهله ضبطوا متلبسين بالخيانة العظمى، خيانة الأرض والعرض والتاريخ، لن يهجع الإخوان والتابعون حتى يرونه فى القفص مرتديا بدلة السجن، متهما بالخيانة العظمى، حاكموه حتى لا تكون فتنة، كفاية تأخير، كفاية طبطبة، كفاية خوف من واشنطن، قولوها بصراحة، مرسى مسجون وليس مخطوفا، مرسى متهم وليس معتقلا، مرسى مجرم قاتل، مرسى خلاص، مرسى بح، مرسى إعدام أو مؤبد، قل إن شاء الله.
لن يرتدع الإخوان والتابعون، ويعرفوا أن الله حق، وأن ثورة قامت فى البلاد، ولن تلم واشنطن طابورها الخامس، وأسطولها السادس، ولن تكف قطر لسان الجزيرة عن الجيش المصرى، ولن يخرس مفتى النكاح يوسف القرضاوى، ولن يقلع محمد البرادعى عن غيّه، ولن تبلع كاترين أشتون لسانها وتكف عن النواح على سلامة بسلامته الرئيس المنتخب، إلا بمحاكمة مرسى «القرداتى» محاكمة علنية تبث على الهواء مباشرة، وتنقلها الجزيرة والسى إن إن عن التليفزيون المصرى، يحاكم «القرداتى» أمام العالم أجمع بتهمة الخيانة العظمى، جزاء وفاقا على ما أسلفتم فى الأيام الرئاسية الخالية.
لن يغمض للإخوان جفن حتى يروا «القرداتى» فى القفص، فى مكانه الطبيعى، يُنَادَى عليه المتهم محمد مرسى العياط، مجرما قاتلا جاسوسا بالصوت والصورة، ساعتها سيعلم الذين ظلموا أى منقلب ينقلبون، الإخوان الضلالية يضللون الشباب الإخوانجية بأن «القرداتى» سيعود مبرأ من كل جرم، وأم أيمن طول الليل والنهار تحلم على نفسها اشتياقا لعودة مرسى، تخيلوا قدر الجنون الذى لحس العقول، مرسى راجع، لا حول الله الولية اتجننت، الإخوان اتهبلوا، الإخوان خرجوا عن أطوارهم، ساروا فى الشوارع يهذون كالمجانين، والسيطرة على المجنون ضرب من الجنون.
تخيلوا مرسى قاتل الجند الجاسوس صار إطلاق سراحه دعاء الإخوان فى جبل عرفات، باعتباره رهين المحبسين، مرسى الذى لم يترك نقيصة فى الحكم إلا وأتاها، مرسى الذى أهان شعبا طيب الأعراق، مرسى الذى ترأس عصابة مافياوية، طاحت واستباحت البلد فى ظرف عدة أشهر، مرسى الذى أطاح بالدستور والقانون، مرسى الذى أهان الشعب بأكمله وأخلص لأهله وعشيرته على حساب الوطن، مرسى الذى كان لا يتحرك إلا بأوامر من مرشده الأعلى بتاع الكتاكيت، صار الآن رسولا للإنسانية المعذبة، وللشرعية المجهضة، والديمقراطية الممتحنة، صار رضى الله عنه، صار رئيسا مرسلا، صار عنوانا للجزيرة، ممكن الشيخ تميم يعينه رئيسا لإمارة قطر تعويضا، لا حول الله فعلا اليأس يعمل أكتر من كده، وأكتر من كده يزيح ربنا، يشفى الكلاب ويضرك هكذا يدعون على المجذوب، وهم مجاذيب قطعا من يتخيلون عودة «القرداتى».
وحاكموه حتى لا تكون فتنة، الطابور الخامس يتحرك، يحرك أذنابه بين الصفوف التى تحللت وتفككت وتفسخت بفعل فاعل، معلوم حكومة الببلاوى خير عون للطابور الخامس، لن أزيد فى هذا ولن أعيد، حكومة متهمة بالتباطؤ الذى يصل إلى حد التواطؤ، الطابور الخامس صار يتحرك علانية وبلا خشية، وببجاحة، وبلا ضمير وطنى، يبرئ الإخوان مما ولغوا فيه، من الخيانة والعمالة والتمكين والأخونة، من الإرهاب فى سيناء، إلى القتل والتمثيل بالجثث فى كرداسة وأسوان، يغسلهم من كل جريمة، حتى طعنة السكين فى صدر الشاب خالد داود، لم يدن فيها معلمه البرادعى الإخوان، بل أدان الوضع فى مصر الآن.
طابور أمريكا الخامس لا يرعوى لوطنية، شغل جواسيس، لابد أن نلقم أذناب أمريكا حجرا ثقيلا، محاكمات من الوزن الثقيل، محاكمات ناجزة وعادلة، محاكمات تقول لـ«القرداتى» أنت جاسوس فى عينيك، أنت قاتل الجند، أنت لا تستحق الحياة، ولا مكان لك بين الوطنيين، وأمثالك عار على البشرية قبل المصرية، وأنت عميل لتنظيم إرهابى دولى، وراع لمنظمة إرهابية، لابد من وضعها على لوائح الإرهاب العالمى.
