تسلم الأيادى.. تسلم يا جيش بلادى.. يا من حرّرت مصر مرتين، فى أقل من نصف القرن.. مرة من الصهاينة، الذين احتلوها، وحاولوا قهر إرادتها، فخدعتهم وباغتَّهم وهزمتهم ودحرتهم واستعدت أرض مصر للمصريين.. ومرة من الشياطين المتاجرين بالدين، والذين يثبتون فى كل يوم أنهم إخوان الشياطين (حتى وإن صرخوا بالعكس، أو اشتعلوا غضبا وغيظا للوصف) فهم يتبعون لغة الشيطان، فى الكذب والخداع والغش والتدليس وشهادة الزور وترويع الآمنين والغل والغضب والكراهية.. وحتى الخيانة، وكل المشاعر السلبية الأخرى، التى لا يجيدون أو يعرفون، أو حتى تربّوا على سواها.. وعندما أراد الله عز وجل، أن يخزيهم ويحنى رؤوسهم، ليثبت أنهم ليسوا الصورة الحقيقية لدينه الحنيف، وأنه لا سبيل للدعوة إلى دين المعز المذل، إلا ما أمر به من الحكمة والموعظة الحسنة، أرسل عليهم جيشنا، سلمت أياديه، ليحررنا منهم، ومما كانوا يقودوننا إليه.. وثائق عديدة أمسكتها يدى، وقرأتها عيونى، وصرخ لها عقلى، وانعصر لها قلبى، خلال العام الذى صعدوا فيه إلى السلطة.. وثائق تثبت أمرا واحدا.. أنهم خونة، حقيرين، يسعون إلى محو هويتنا، وبيع أجواء من وطننا، وتسييد الإرهاب على أرضنا وشعبنا.. وثائق عندما يحين موعد نشرها، ستدركون لماذا اختلفت كتاباتى فى هذه المرحلة.. لماذا أتخذ منهم هذا الموقف العنيف؟ هذا لأنها كلها وثائق تثبت أنهم لم يكتفوا بأن يقولوا لمصر (طظ)، ولكنهم سعوا لأن يضعوا شعبها وأرضها وحاضرها ومستقبلها فى خانة (طظ).. شلّت يد كل من يسعى لأن يمس مصر بأدنى سوء.. شلت يد من يخون بلادى، تحت أية راية كانت.. وأى مبرّر شيطانى كان.. وتظاهرهم بالتديّن لن يخدعنى، فالدين المعاملة، وليس الصراخ والعويل والكذب والغش والخداع.. الذين يستسيغون شهادة الزور، باعتبارها لعبة إعلامية هم حتما إما شياطين، أو أجهل أهل الأرض بالدين!! شلت يدهم جميعا وعاشت مصر.. عاشت مصر، على الرغم منهم.. وكما عبر جيش بلادى بوطنى، من الهزيمة إلى النصر، فى السادس من أكتوبر ١٩٧٣م، ورفع رأسى ورأس كل مصرى، ها هو ذا يعبر بوطنى مرة أخرى، من الانحدار إلى أخدود الشيطان، الذى يتظاهر برفع راية الدين، ليزيّن للناس وسوسته، إلى الأمل فى مستقبل حر عظيم.. تحية لجيش بلادى فى عيده.. تحية للأبطال، الذين ما إن يشعروا بأن مصر تواجه خطرا، حتى يهبوا لنجدتها، وإن كره الجاحدون.. ومن الطبيعى والحال هكذا أن يكرهوا جيش الوطن، فكل مجرم يبغض ضابط الشرطة، الذى ألقاه فى السجن، وخلّص الناس من شروره.. نعم مشاعرى تجاههم سلبية، لأننى رأيت بعينىّ دليل خيانتهم.. وأنا لا يمكن أن أتعاطف مع من يخون بلادى.. لا يمكن أن أتعاطف مع من يسعى للإضرار ببلادى.. شلّت يد كل من يسعى لهذا، أو حتى يحاول.. وتسلم تسلم تسلم تسلم الأيادى.. تسلم تسلم تسلم يا جيش بلادى.. الحرة.
تسلم الأيادى..
مقالات -
نشر:
6/10/2013 3:02 ص
–
تحديث
6/10/2013 9:02 ص