قرأت الخبر التالى: «كشف المدير السابق للمخابرات العسكرية الإسرائيلية، عاموس يالدين، أن إسرائيل نجحت فى اختراق عدد من الدول العربية لاسيما مصر، وبينها تونس والمغرب والعراق والسودان واليمن ولبنان وليبيا وفلسطين وسوريا، بالإضافة إلى إيران، بشبكة من العملاء الإسرائيليين النشطين». قال يالدين للقناة السابعة الإسرائيلية إن هذه الشبكات لجمع المعلومات وهى قادرة على أن يكون لها تأثير إيجابى أو سلبى على المشاهد السياسية والاجتماعية والاقتصادية فى تلك البلدان.
ولم يعط الجنرال المتقاعد تفاصيل حول الطبيعة الدقيقة لتلك الشبكات، لكنه أكد أن عملاء إسرائيل هم الأنشط فى مصر منذ عام ١٩٧٩، موضحا أنهم يعملون فى عمق الحكومة المصرية، وأن عمل شعبة الاستخبارات العسكرية ضد «العدو» نجح فى تصعيد الاضطرابات الطائفية والاجتماعية أينما تعمل، خصوصا فى مصر.
انتهى الخبر. قرأته على موقع (ميدل إيست مونيتور) بالإنجليزية. له معنى خطير. يالدين مازالت له علاقة مع المؤسسة الأمنية الإسرائيلية. رغم أنه متقاعد. الجنرالات فى إسرائيل لديهم أدوار دائمة. كانوا فى الخدمة أو خارجها. إسرائيل دولة عسكرية فى ثياب ديمقراطية. لست من هواة النظريات التآمرية. التصريحات الإسرائيلية من هذا النوع لها أسبابها. لو لم تكن تعبر عن الحقيقة يكون لها معنى. لم يزعجنى وصف الجنرال لمصر بأنها عدو إسرائيل. بين مصر وإسرائيل اتفاق سلام. السلام لا ينهى الخصومة. تتغير أساليب الصراع. تتبدل أساليب المواجهة. الحروب تغيرت. التجسس لم يعد يهدف إلى جمع المعلومات فقط. يمكن للعملاء القيام بأدوار أخرى. انتبهت إلى أن مصر ليست هدفا وحيدا لإسرائيل. يبدو أن الإسرائيليين عرفوا الكثير عن المجتمعات العربية. المعلومات الاجتماعية والاقتصادية أصبحت أخطر من المعلومات العسكرية. التجسس تطور. حروب المخابرات اختلفت. يحدث هذا بين أمريكا وروسيا. يحدث هذا بين أمريكا والصين.
لا يحتاج المصريون لاختراق من هذا النوع. يدمرون أنفسهم بأنفسهم. ترهق المخابرات الإسرائيلية نفسها لكى تشيع الاضطرابات. المصريون يفعلون ذلك فى مصر بأنفسهم. ربما يكون على إسرائيل أن توفر ما تنفقه فى هذا الاتجاه منذ سنوات!!