أثار مقالى فى عدد الثلاثاء الماضى عن الدور السياسى والدور الحضارى لمصر، وأى بلد من بلاد العالم، ردود أفعال من الضرورى التعليق عليها لمزيد من الإيضاح.
قيل: كيف تدافع عن قطر وقناة الجزيرة؟، وأقول إننى لا أدافع عن هذه الدولة، بل أختلف تماماً مع سياساتها بالنسبة لثورة 30 يونيو، التى أيدتها بوضوح من أول يوم، وكنت من دعاتها، وأرشيف المقالات متاح لمن يريد على موقع الجريدة، ولكنى أدافع عن الحرية والحضارة، وألاّ تؤثر الخلافات السياسية على العلاقات بين الشعوب.
ولا أدافع عن سياسات قناة الجزيرة، التى تعبر عن سياسات حكومة قطر، ولكنى أدافع عن الحرية والحضارة، ولا أرى أن المنع وسيلة مجدية فى زمن الثورة التكنولوجية، وأربأ بثورة 30 يونيو عن الخلط بين صاحب الرأى مهما كان هذا الرأى، ومن يمارس العنف بأى درجة، وأى شكل فى التعبير عن رأيه.
وقيل لى: كيف تدافع عن البرادعى خاصة بعد تصريحاته الأخيرة؟، وأقول إننى لا أدافع عنه، ولكنى أدافع عن الحرية والحضارة، وعن حقه فى أن يقول ما يشاء، وأختلف معه، ولكن دون تجريم ولا تخوين، وكم أسفت للحديث عن إسقاط عضويته فى نقابة المحامين، حتى لو كان هذا الحديث مطالبة من البعض، ولم يصدر قرار بذلك. إنه محمد البرادعى وابن مصطفى البرادعى، أحد أعظم النقباء فى تاريخ هذه النقابة العريقة، التى عرفت دائماً بـ«بيت الحريات» منذ ثورة 1919، إنه محمد البرادعى الذى وقف مع الفريق أول السيسى إلى جانب شيخ الأزهر وبابا الأقباط، وكان وجوده دعماً هائلاً لثورة الشعب ضد حكم الإخوان، وربط الدين بالسياسة.
وقيل لى كيف تطالب باستمرار التبادل الثقافى بين مصر وبين قطر وتركيا وأى بلد «يهاجم مصر» بدلاً من أن تؤيد من يطالبون بمنع المسلسلات التركية وأى تعاون مع قطر؟، وكيف تقول إن واجب الفنانين والأدباء أن يؤكدوا التبادل الثقافى فى وقت الأزمات أكثر من أى أوقات أخرى؟ ومرة أخرى أقول إننى أدافع عن الحرية والحضارة، وإن من يهاجمون لا يهاجمون مصر الحضارة المستمرة، التى لا تتغير، وإنما الحكومة القائمة التى يمكن أن تتغير مثل أى حكومة، وإن الدور الحضارى يعنى استمرار التبادل الثقافى، الذى يقوم به المثقفون. إنه قول يذكرنى بمن يعترضون على ارتفاع صوت أنصار السلام فى زمن الحرب، وكأن واجبهم الدفاع عن السلام فى زمن السلام فقط!