قالت لى كاترين أشتون، الممثل الأعلى للشؤون السياسية والأمنية بالاتحاد الأوروبى، إنها تترك القاهرة هذه المرة وهى «مرتاحة تماماً» لما يجرى فى مصر من تطبيق لخريطة المستقبل التى أعلنتها القوى الوطنية، يوم 3 يوليو الماضى .
وقالت «أشتون»: إن مصر شريك مهم للاتحاد الأوروبى نهتم بأمرها، ونتابع ما يجرى فيها، وقد كنا قلقين للغاية على ما يمكن أن يحدث لها بعد أحداث 30 يونيو، لكنى اليوم أجد مصر تمضى بخطى ثابتة نحو نظام ديمقراطى دستورى حديث وفق ما نصت عليه خريطة المستقبل.
وأكدت «أشتون» ما سبق أن قالته لى فى مكتبها ببروكسل، فى شهر أغسطس الماضى، حين زرتها ضمن وفد الدبلوماسية الشعبية، أنها لم تطلق أبداً على ما حدث فى مصر لفظ «الانقلاب»، وأن تلك التسمية بها قصور فى فهم حقيقة ما جرى فى مصر.
كانت «أشتون» فى ذلك الوقت تعد تقريراً للاجتماع الطارئ لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبى حول ما يجرى فى مصر والاتهامات التى كانت توجه لمصر، آنذاك، باستخدام القوة المفرطة فى تفريق الاعتصامات الإخوانية.
وها هى اليوم تجىء إلى مصر جديدة تبنى مستقبلها وفق خريطة محددة، أما استخدام القوة فهو هذه المرة على الجانب الآخر المتربص بتلك الخريطة، والذى يحاول عرقلة ذلك المستقبل.
وتستعد «أشتون» اليوم لإعداد تقرير جديد لوزراء خارجية الاتحاد فى اجتماعهم الذى يجرى، خلال هذا الشهر، والذى لابد أنه سيعكس ذلك «الارتياح» الذى عبرت عنه المسؤولة الأوروبية الكبيرة فى زيارتها الحالية لمصر. وقد التقت «أشتون» والوفد المرافق لها بوفد من لجنة الـ50 للدستور، برئاسة رئيس اللجنة السيد عمرو موسى، فى جلسة طويلة استمرت ساعة ونصف الساعة، حرصت خلالها على عدم التطرق إلى تفاصيل ما يجرى داخل اللجنة، لكنها تلقت ما يؤكد لها أن اللجنة جادة فى عملها، وأن مصر حريصة على عملية إعادة البناء التى تأخرت ثلاث سنوات، والتى يعتبر الدستور الجديد أولى خطواتها.
وقلت للمسؤولة الأوروبية الكبيرة: إذا كنت مرتاحة للمسار الذى تتجه إليه مصر وإلى الخطوات التى تسير عليها، ألا يقلقك محاربة البعض لهذا المسار وتصديه له بالعنف والإرهاب؟
قالت: تلك بلاشك مشكلة، فالتحدى الأكبر الذى يواجه النظم السياسية فى العالم الآن هو قدرتها على استيعاب كل أطياف المشهد السياسى .
قلت: إن النظام الذى سقط يوم 30 يونيو لم يدرك هذا التحدى من قريب أو بعيد، فقد استبعد الجميع ولم يسع إلى استيعاب أحد، لذا فالمشكلة الأساسية الآن هى عدم تقبل الرأى العام له.