«القوات المسلحة كمؤسسة عسكرية لن تدعم أحدًا أبدًا، وكل واحد أنت وشعب مصر.. لكن الجيش لأ. دى مسؤولية أخلاقية ووطنية ودينية، وخلوا بالكم يا مصريين من كلامى كويس، إنتم بتجيبوا الحكام، وصحيح إنتم اللى بتمشوهم».
خلص الكلام يا سامى يا عنان، الفريق السيسى خلص الكلام، كل مرشح أو ينتوى الترشيح لرئاسة الجمهورية عقله فى راسه يعرف خلاصه، كل مرشح هو والشعب يصطفيان، الجيش لن يدعم أحدا، وعلى المتمسحين فى الكاكى يكاكوا بعيدا عن المؤسسة العسكرية، على الجميع، وأولهم الفريق سامى عنان، الامتناع طوعا أو كرها عن الترشيح كفريق، ممكن يترشح كمستقل تماما عن القوات المسلحة، أو حتى كإخوان باعتبار ما كان.
زمان عشنا وشفنا من قال إن الفريق أحمد شفيق هو مرشح المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وكانت كذبة كبيرة مررها الإخوان للثوار، وسقط فى الفخ كثيرون، الكذبة نفسها يمررها الإخوان الآن، ويسمون الفريق سامى عنان مرشح الجيش، قطع السيسى الطريق على الخرفان، وقالها بعضمة اللسان «الجيش لن يدعم أحدا»، الشعب أمامك يا عنان، الشعب هو اللى بيجيب الحكام ويشيلهم، إنما الجيش لأ.
قطع الفريق قول كل خطيب، نفضّها سيرة، وكل واد يروح يلعب أمام بيته، هنرش ميه، كل مرشح يترشح على حزبه أو مستقلا، المهم مستقل عن الجيش، السيسى يدرك جيدا ولديه معلومات مدققة عما يدور فى الأروقة، ومحاولات نفر من المرشحين الإيحاء زورا وبهتانا وكذبا بأنه مرشح الجيش، ويروى بطولات وهمية، ويخطط لانقلابات عبثية، يتقلب على سريره باعتباره مارشال، ويتخيل أن الجيش عند بنان أصابعه، وأن الميرى للميرى يحن، والميرى أولى من غيره، والفريق للفريق كالبنيان يشد بعضه بعضا، السيسى يقول للجميع كان غيرك أشطر، كان الفريق شفيق أشطر، الرجل ترشح على أبوه، وحمل خرجه على كتفه حتى الجولة الثانية التى فاز بها «القرداتى» بالتزوير الصريح، الذى كان كافيا لإبطال الانتخابات، على أقل تقدير، ولكن ربك كبير.
السيسى كان واضحا، لعل العقلاء يفهمون، السيسى خط الطريق، فلتمشوا ولتحسنوا المسير، والشعب يراكم، وينظر فى أعمالكم، وسيختار الأصلح، وسيختبره إلى حين، وسيخلعه كما خلع الأولين، الشعب صار واعيا وفاهما وناصحا وصاحيا، شعب ابن حنت، عارف القرد مخبى ولاده فين، وعارف المصلحة فين، والإخلاص فين، والوطنية فين، ومنين يودى على فين، الشعب الذى يخلع رئيسين فى سنتين، لا يخيل عليه أبو سيفين متقاطعين.
من كان يتدثر بالقوات المسلحة المؤسسة لن تدعم أحدا أبدا، ومن كان يتدثر بالجماعة لن تنفعه أبدا، كانت نفعت «القرداتى» يوم أعجبتهم كثرتهم، ومن كان يترشح لرئاسة يصيبها أو لبلد ينهبه، عليه أن يفكر ألف مرة، الشعب أمامكم والقوات المسلحة من خلف الشعب تعينه على القرار، والشعب هو اللى هيختار، والكلمة الأولى والأخيرة للمصريين، خلوا بالكم يا مصريين من كلامى كويس، السيسى دوما يحترم المصريين، لا قال عنهم ناقصى أهلية، ولا جاهلين بالديمقراطية، ولم يعايرهم بعدم النضح السياسى، السيسى رجل أخلاقى ومتربى على طبلية أبوه ويعرف العيبة، ويحترم الشيبة، ويعرف قدر المصريين وقدرتهم على التغيير، شعب من المتمردين الجبارين.
إذن، مذكرات غسل الوجوه لا تغسل وجه أحد، والترويج لها لا يوطئ قدم أحد، الوجوه المعفرة بتراب الصفقات الأمريكية والإخوانية لا يغسلها كلام فى البراح ليس عليه شهود سوى شواهد القبور، ومن تبقى ميتا وهو حى من فرط صمته، قدرة عجيبة على الصمت فى زمن الكلام، فليكف الجميع عن العبثيات والامتثال للكلمات الواضحات، كل واحد يترشح على أبوه، برنامجك يا مرشح إنت وهو، القوات المسلحة كمؤسسة عسكرية لن تدعم أحدا، أبدا، خلى بالك من «أبدا» وحط تحتها خط أحمر، أبدا، بتاتا، كلمة ورد غطاها.