ايجى ميديا

الجمعة , 1 نوفمبر 2024
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

لماذا يجب أن يرفض شيخ الأزهر ورأس الكنيسة المصرية لقاء آشتون؟!

-  
نشر: 1/10/2013 10:06 م – تحديث 1/10/2013 10:06 م

من الواضح أن طلب السيدة آشتون لقاء شيخ الأزهر والبابا تواضروس خلال زيارتها لمصر، مع كل الاحترام والإكبار والتبجيل للأزهر وللكنيسة ولكل الرموز الدينية من كل الأديان، هو تجاوز للأدب والمهنية والسياسة والكياسة والدبلوماسية.

لماذا تصر السيدة آشتون وأمثالها الغربيين على لقاء الرموز الدينية في مصر؟ هل يصر المسؤولون المصريون على لقاء الرموز الدينية في بريطانيا أو فرنسا أو أمريكا مثلا؟ هل يطلب أي مسؤول سياسي مصري مقابلة رموز البروتستانت والكاثوليك والأرثوذكس والشيعة والسنة في بريطانيا؟ ماذا تعمل آشتون بالضبط في الاتحاد الأوروبي؟ هل هي المفوض الديني والعقائدي والمرشد الروحي للاتحاد الأوروبي، أم مفوضة السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد؟ وهل من ضمن اختصاصاتها اللقاء مع الرموز الدينية في الدول الأخرى؟ وما هي وظيفة شيخ الأزهر والأنبا تواضروس أصلا في السياسة الخارجية المصرية، بل وحتى في السياسة الداخلية؟!

إن أحد أهم الأسباب انهيار حكم الطائفة الإخوانة في مصر خلال عام واحد هو تكريس الطائفية والعنصرية وتعميق التمييز والانقسام الديني والثقافي والعرقي في البلاد. وبالتالي، فعلي الدولة أن تختار: هل هي دولة لكل المصريين بدون توصيفات أو تمييز، أم دولة للمسلمين والمسيحيين وبقية الديانات والمذاهب الأخري؟! إن التنوع الديني والعرقي والثقافي والفكري هو ثروة لا تقل أهمية عن بقية الثروات الأخرى، ولكنها ليست للمتاجرة والابتزاز. إن التعامل مع هذه الثروة الهامة واتلخطيرة والثقيلة له برامجه وسيناريوهاته ومداخله البعيدة تماما عن حشر رموزها، أو حشرها كبها، في السياسة الخارجية أو الداخلية أو المساومة عليها بأي شكل من الأشكال.

إن شيخ الأزهر والأنبا تواضروس لا يملكان أي صفات سياسية لا في الدولة ولا في المجتمع. إنهما رمزان دينيان لهما احترامهما مثل بقية الرموز الدينية لكل الديانات والمذاهب، ولهما أدوار معينة في المجتمع بما لا يخالف التشريعات الحديثة ودستور الدولة المدنية. ولكن يبدو أن مفوضة السياسة الخارجية والأمن بالاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون ترفض أن تفهم أن المصريين هم مصريون بالدرجة الأولى بدون توصيفات. إنها مصرة مثل أشباهها الأوروبيين والأمريكيين على أن المصريين دراويش ومشعوذون يرتدون الخيش ويسيرون في الشوارع كالمجاذيب يسبح كل منهم بحمد إلهه أو صنمه الذي يعبده. فلماذا إصرار الغرب علي التعامل مع المجتمع المصري على أنه مجتمع إما مشعوذ أو يريد أن يصبح مشعوذا؟! من الواضح أن الغرب مصمم على وجهة نظره ويحققها بشتى الطرق في ظل سياسات خارجية منبطحة، وسوء تقدير، واستعباط!

إن لقاء آشتون بشيخ الأهر ورأس الكنيسة المصرية ما هو إلا استخفاف بالدولة المصرية وبطموحات المصريين في دولة مدنية خالية من التمييز الديني والعرقي والثقافي. وهو أيضا انتقاص من قدر الرمزين الدينيين وحشرهما في تآمرات ومساومات تحت غطاء ما يسمى بالوفاق الوطني الذي يعتبر الوجه الآخر للطائفية والتمييز. وبالتالي، فرفض شيخ الأزهر ورأس الكنيسة المصرية الأزثوذكسية، هو رفض للمفاهيم الخاطئة في أحسن تقدير، ورفض للنظرة التآمرية، وتأكيد على مصر أمة للمصريين بدون تمييز أو توصيف، وإثبات لحسن النوايا والتخلي عن ميراث طائفي ثقيل قد يفسد كل الجهود التي قام ويقوم بها المصريون لتحديث بلادهم على كل المستويات، بما فيها الروحي!

إن زج الرئاسة والخارجية بالرموز الدينية في معترك السياستين الداخلية والخارجية هو انتقاص أيضا من قدر هذه الرموز، وانتقاص من هيبة الدولة ومدنيتها، واستخفاف بعقول المصريين، وتأكيد لنظرة الغرب الدونية للمصريين كافة. ومثل هذا التصرف من الرئاسة والخارجية لا يقل تكريسا للطائفية والعنصرية والتميز الديني والعرقي والثقافي عن ما كانت الطائفة الإخوانية تمارسه وتحاول تعميقه ليس فقط في صفوف المصريين، بل وأيضا أمام العالم أجمع. 

التعليقات