٦ أكتوبر للمصريين..
٦ أكتوبر للشعب المصرى..
لا يمكن أن يتحول هذا اليوم إلى محاولات تخريبية حقيرة يدعو إليها إخوان السوء والحقد والغل، ولا يمكن أن يتحول كذلك إلى يوم يحشد فيه البعض لدعوة الفريق أول عبد الفتاح السيسى إلى ترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية.
طبعًا هناك شعبية جارفة للفريق السيسى، وهناك ملايين هائلة يتمنونه عن صدق وعن حب رئيسًا لمصر، لكن ما دَخْل ٦ أكتوبر بحقد الإخوان ومحبَّة ملايين للفريق.
التورط الإخوانى فى الدعوة يوم ٦ أكتوبر للتخريب والتدمير والإرهاب وإغلاق البلد، وكل هذا الكلام الفارغ الذى يصدقه مهاويسهم ومرضاهم يشبه تمامًا احتفالهم باليوم نفسه العام الماضى، حين كان احتفالاً وضيعًا فى استاد القاهرة حين تعاملوا كأن رئيسهم العاجز بطل للحرب، وأجلسوا الإرهابيين من قتلة بطل حرب أكتوبر الرئيس الراحل أنور السادات فى مقاعد الصدارة، كأنهم عنوان البطولة والوطنية، وهم قتلة لم يتوبوا.
ها هم الإخوان مرة أخرى يحاولون تشويه وتلويث ٦ أكتوبر، فالمؤكد أنه لا يمثل لديهم عيدًا وطنيًّا ونصرًا مصريًّا، فالوطنية ليست أولوية الإخوانى، ومصر ليست وطنه، بل سكنه، ومشاعر وأفكار الإخوان مغموسة بالكراهية والحقد على الجيش المصرى، وتمت تربيتهم وتدريبهم العقلى والوجدانى على أن وطنه جماعته، وجيشه جماعته، وقائده مرشده.
لكن المستغرَب هذه الدعوة الأخرى التى تأتى من حركة تحمل اسم «كَمِّل جميلك» وهى التى تستهدف دفع السيسى إلى الترشح للرئاسة، ولعلنا نتأمل اسمها فنندهش فعلا، فما حكاية كَمِّل جميلك؟
أىُّ جميل هذا؟
يقصدون موقف العزة والكرامة والبطولة الذى اتخذه السيسى انحيازًا إلى الشعب والوطن فى مواجهة جماعة وعصابة... هذا موقف لم ولن يكون من الجمائل.
أولا، لأنه لا يملك أحد جميلا على مصر، فالوطن جميله على الكل، والموت فى سبيل الوطن ليس جميلا للوطن، بل واجب على المقاتل المناضل وعلى المواطن المصرى أيًّا كان موقعه.
ثانيا، أن يقرر السيسى الترشح للرئاسة، فهذا أيضًا لا يعنى جميلا يكمله، بل إنْ فَعَل فهذه مسؤولية ومهمة وطنية يقدم نفسه لها وليس تفضُّلا، بل هو الذى يَردُّ فضل الوطن، كأىّ مرشح وطنى آخر للرئاسة حين يقرر أن يخدم بلده بالتقدم للترشح.
أخشى أن يكون ٦ أكتوبر يومًا للاستخدام أو الاستغلال ممن يكرهه وممن يحبه.