من إسطنبول إلى لندن إلى لاهور.. يتنقل قادة «الإخوان» وتنظيمهم الدولى وحلفاؤهم من جماعات الإرهاب، فى رعاية أجهزة المخابرات الدولية!!
وإذا كان «الطابق مستور» فى بعض هذه الاجتماعات التآمرية، فالغطاء مكشوف تماما وهم يجتمعون فى «لاهور» الباكستانية بحضور الأجهزة نفسها التى رعت -وما زالت- حركات طالبان والقاعدة واحتضنت بن لادن حتى سلمته لمصيره!!
وإذا كانوا يزعمون أنهم يمارسون عملا سلميا فى بعض العواصم التى ترعاهم، فلا أظن أنهم ذهبوا إلى «لاهور» لكى تدربهم أجهزة المخابرات هناك على التظاهر السلمى، أو تعطيل المواصلات أو غير ذلك من الأعمال الفاشلة التى يقوم بها «الإخوان» الآن، وإنما هم يذهبون ليعلنوا أنهم جزء أصيل من تحالف الإرهاب الذى يزعم زورا وبهتانا أنه ينتمى إلى الإسلام، بينما هو فى الواقع يضع نفسه فى خدمة أعداء الأمة وضمن مخططات القوى الأجنبية ورهن إشارة أجهزة مخابراتها!!
يعرف «الإخوان» هذا الطريق جيدا منذ نشأتهم، والحديث عن علاقاتهم السرية بالقوى الخارجية وأجهزة مخابراتها يطول.. وكانوا مع غيرهم سلاحا لضرب مشروع مصر الوطنى بعد ثورة يوليو، وكانوا مع غيرهم جزءا من مواجهة أمريكا وحلفائها للمد القومى العربى بعد ذلك، ثم كانوا مع غيرهم جزءا من استخدام أمريكا للإسلام السياسى فى حربها ضد السوفييت، حيث أشرفت مخابرات باكستان على تدريب «المجاهدين» وإرسالهم إلى أفغانستان تحت إشراف الأمريكان، وحيث نشأ النموذج الذى أرادت أمريكا تعميمه بتحالف الجيش الباكستانى مع الجماعات «الإسلامية» هناك لخدمة المخططات الأمريكية. وقد جاءت السفيرة «باترسون» إلى مصر لتطبق هذا النموذج دون إدراك بأن مصر تختلف، وأن جيشها الوطنى لا يمكن أن يكون أداة قمع، ولا أن يكون قراره خارج مصر، أو يكون طريقه غير الطريق الذى حددته الوطنية المصرية على طول عهدها.
ما يحدث الآن هو إعلان حرب من قوى الإرهاب الدولى ومن بينها «الإخوان» على مصر، كل قوى الإرهاب والقوى الدولية التى تستخدمها فى خدمة أهدافها ومخططاتها تشعر بالخسارة الفادحة التى ألحقها بها شعب مصر حين أسقط حكم الإخوان الفاشى وتصدى لمخطط تحويل بلاده إلى مرتع لعصابات الإرهاب.
تنسى هذه العصابات الإجرامية التى يقودها الإخوان، وينسى من يدعمونها ويمولونها من القوى الدولية والإقليمية تجاربهم السابقة مع مصر.. قبل ما يقرب من ستين عاما واجهنا الموقف نفسه. ثورة بازغة تقود العالم العربى والعالم الثالث نحو الاستقلال والتحرر، وقوى أجنبية تريد أن ترث الاستعمار القديم وأن تهيمن على المنطقة.. وضع الإخوان وحلفاؤهم أنفسهم فى خدمة المخططات الأجنبية. تعددت المؤامرات وتزايدت الضغوط، ولكن مصر صمدت وانتصرت.. أسقطت الأحلاف، وفضحت من يتاجرون بالدين وكشفت عداء أمريكا لمصر القوية المستقلة، التى تقود أمتها نحو التقدم والاستقرار.
الآن يكررون المحاولة لكى يحاصروا ثورة مصر ويصادروا قدرتها على الانطلاق والتقدم.. يريدون استعادة مصر التابعة ويتحسرون على سقوط حكم الإخوان المنبطح الذى قدم لهم ما لم يكونوا يحلمون به من تنازلات تكفى وحدها لكى يوصم بالخيانة ويحاكم بسببها.
نثق بقدرتنا على سحق المؤامرة وضرب الإرهاب وحماية مصر وثورتها، لكننا لن نقاتل وظهرنا مكشوف. لم يعد هناك مفر من إعلان «الإخوان» كتنظيم إرهابى. هم أنفسهم يعلنون ذلك ويفخرون به!! ولم يعد هناك مفر من توجيه الاتهام بالخيانة العظمى لمن يجتمعون علنا فى رعاية المخابرات الأجنبية، للتآمر على وطن لم يشعروا يوما بالانتماء إليه.
سنهزم المؤامرة، وسنقضى على الإرهاب.. فقط لا تتركونا نقاتل وظهرنا مكشوف.