شهدت جنازة الرئيس الراحل جمال عبد الناصرخروجًا رسميًا وشعبيًا منقطع النظير، لم يتكرر حتي يومنا هذا، وشيع جنازته في القاهرة خمسة ملايين شخص، يعتبره مؤيدوه في الوقت الحاضر رمزا للكرامة والوحدة العربية.
ففي تمام الساعة العاشرة تظهر فوق قصر القبة طائرة هليكوبتر تحرسها طائرتان آخريان ترتفع الانظار إلي عنان السماء والكل يعرف أنها بمثابة النعش الطائر الذي سيتولي نقل الجثمان.
وعملية نقل الجثمان تم الأعداد لها ببروفة قبل الدفن بيوم واحد حيث انتقلت الطائرة الهليكوبتر من قصر القبة إلي نادي الجزيرة وقد كان اقرب مكان إلي مجلس قيادة الثورة وقتئذ ثم عمل بروفة ثابتة حيث حلقت الطائرة مرة أخري صبيحة يوم تشييع الجنازة. وكانت عملية الصعود والهبوط في غاية الصعوبة لوجود أسلاك الكهرباء والتليفون الممتدة والأشجار وعند وصول الطائرة إلي قصر القبة كان المكان المحدد لها هو حديقة القصر.
رافق جثمان عبد الناصر داخل الطائرة ،حسين الشافعي ـ ووزير الصحة ـ واللواء سعد الدين الشريف ونور فرغل واللواء الليثي وأربعة رجال من الحرس الجمهوري.
داخل الطائرة قرأ الجميع الفاتحة وبدأت الطائرة تتحرك بالزعيم إلي مثواه الأخير.
استغرقت عملية نقل الجثمان عشر دقائق وكان من مستقبلي الجثمان أبناء عبد الناصر والفريق أحمد فوزي ومجموعة من الضباط والعسكريين وتبادلوا حمل النعش إلي حيث ووري الثري.