هل تريد أن تضحك من قلبك، نصيحتى تابع على «اليوتيوب» نجومنا وهم يناقشون تعديلات الدستور، أغلبهم حرص على المجىء لكى يسرق الكاميرا من زميله أو يستحوذ على «إيفيه» ضاحك ينفرد به تحت مظلة لجنة الخمسين، هل تتذكرون تلك المفاجأة أو على وجه الدقة الاكتشاف الذى أعلنه بعضهم، مصر دولة عربية تقع فى قارة إفريقيا وتُطل على البحرين المتوسط والأحمر ويحدها من الشمال على الناصية كُشك عم جمعة بائع السجائر!!
■ ■ ■
كُتاب الأعمدة اليومية نوعان، واحد يتحدّاك أن لا تقرؤه، وواحد يتحدّاك أن تقرؤه.. وآخر عنقود النوع الأول هو زميلنا العزيز عمر طاهر، أما الصنف الثانى فإن العدد أصبح الآن فى الليمون.
■ ■ ■
حمدين صباحى يرهن شرط ترشحه بأن يصر الفريق أول عبد الفتاح السيسى على عدم الاستجابة إلى طلبات ترشّحه للرئاسة، وكأنه يريد أن يضمن لنفسه أى مقعد أو منصب فى قطار مصر القادم، نائب رئيس، رئيس وزراء، وزيرًا للبيئة، حمدين لا يرى فى نفسه الآن سوى أنه «البديل» الواقف على دكة الاحتياطى، كان الأولى به ما دامت هذه هى قناعاته أن ينضم إلى حملة «كمل جميلك» التى تحث الفريق على الاستجابة إلى الجماهير وخوض الانتخابات، حمدين بعد ثورة 25 يناير كان مرشحًا للرئاسة وبعد ثورة 30 يونيو صار منتهى أمله أن يصبح وزيرًا محتملًا، أول شروط لرجل السياسة أن يعرف التوقيت المناسب للاعتزال.
■ ■ ■
شاهدت قبل لحظات الحوار الذى أجراه فريد الأطرش عام 70 لتليفزيون الكويت، ألمح فريد إلى أن عبد الوهاب لعب دورًا سلبيًّا فى إفساد لقائه مع أم كلثوم فى قصيدة «وردة من دمنا» التى كان من المنتظر أن تشدو بها بعد نكسة 67 فى أول لقاء فنى بينهما، هل كانت هذه هى الحقيقة؟ أتصور أن فريد منح عبد الوهاب مكانة خاصة عند أم كلثوم تجافى تمامًا الحقيقة، فلا يوجد مَن يستطيع أن يدير دفة قناعات واختيارات أم كلثوم الفنية، حتى أستاذها أحمد رامى كانت لديه العديد من التحفظات على بعض كلمات أغانيها فى السنوات الخمس عشرة الأخيرة من عمرها، ورغم ذلك رددتها، الحقيقة أن أم كلثوم لم تتحمّس إلى المذاق الموسيقى الذى يقدّمه فريد، وبلغة هذه الأيام لم تحدث بين موسيقاه وصوتها تلك الكيميائية، ولهذا كانت تبدى فى البداية قدرًا من الإيجابية وبعد أن تتعايش مع اللحن تكتشف أنها غير سعيدة بغنائه، كان صوت فريد الأطرش كثيرًا ما يطل فى ثنايا ألحانه التى يقدمها للآخرين، تشعر وكأن فريد لحّنها لكى يغنيها فريد، بينما مثلًا عبد الوهاب يلحّن لصوت المطرب لا لصوت عبد الوهاب، أم كلثوم لم تغنِّ لفريد، لأنها لم تجد نفسها فى موسيقاه، وبعد وقبل «وردة من دمنا» اعتذرت عن غناء أكثر من خمس أغنيات من تلحينه مثل «الربيع» و«أول همسة» و«حبيب العمر» و«بعتب عليك يا حب»، إنها الكيميائية المفقودة بين ملك العود وكوكب الشرق.
■ ■ ■
«أنا يسعدنى تبعد عنى وتجرب غيرى فى هواك»، هكذا ردّد عبد الحليم حافظ فى «بيع قلبك»، تخيّلوا تعبير و«تجرب غيرى فى هواك»، منتهى الثقة فى النفس أم منتهى الخنوع، كيف فاتت هذه العبارة على ذكاء حليم؟
■ ■ ■
تستحق المنتجة والمخرجة ماريان خورى التحية، لأنها سوف تفتتح بانوراما السينما الأوروبية يوم 27 نوفمبر القادم، وهو نفس الموعد الذى كان مقررًا أن ينطلق فيه مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، حجة المهرجان المعلنة لتأجيل الدورة رقم 36 هى الخوف من الانفلات الأمنى، ولا أتصوّر ولا يمكن أن يتصوّر أحد أن ماريان تملك أن تتحدّى الأمن وتقيم المهرجان، لو كانت هناك ثمة تحذير أمنى، الأمن كان مجرد حجة لتأجيل مهرجان القاهرة، كشفها إصرار ماريان خورى على إقامة بانوراما السينما الأوروبية، المهرجانات الفنية رسالة واضحة تقول للعالم كله «ادخلوها آمنين».
■ ■ ■
كل ضلالة فى النار، ولكن ليس بالضرورة كل بدعة ضلالة.