(1)
من العدو في أي فيلم أمريكي؟
لعقود.. أصر الخيال الأمريكي على تصور أن الكائنات الفضائية وحدها هي العدو الذي يليق بأمريكا.. فالأمريكي مقتنع بأنه الأقوى ولا يعقل أن من هم أقل كروسيا أو الصين يحتلون بلاده.. فالعدو المناسب لأمريكا هو مخلوقات فضائية وفقط.
ولعامين ونصف ظل أفراد الشرطة يتجرعون صدمة أنهم مكروهون وغير مهنيين والأسوأ أنهم ضعفاء تحرق أقسامهم ويجرون في الشوارع بلا ملابس هربًا من جموع 28 يناير.
وهنا تأتى أهمية الإخوان للداخلية..
فالآن.. لا يوجد بشر غاضبون من الشرطة.. ولكن هناك تنظيم رهيب أحرق الأقسام وفتح السجون وقام بثورة.. ومن شارك في يناير مجرد أصدقاء للإخوان .
العدو.. تنظيم رهيب يضم رئيس وزراء تركيا ويعمل لصالحه أخو أوباما.. ويحكم غزة شرقا والسودان جنوبا وليبيا وتونس غربا.
باختصار عدو يليق..
الشرطة تنظيم في النهاية.. وقيادات الداخلية التي عانت لعامين ونصف من ضباط يجلسون بلا حراك في مكاتبهم وجنود يبحثون عن الخلاص من الاستعباد الممنهج الآن في قمة نشوتهم.
هناك عدو وهناك حرب.. والأول الشرطة كتنظيم يبدأ في التماسك والالتفاف حول قيادته..
كم هو رائع وجود الإخوان.
(2)
في سبيل الله قمنا..
نبتغي رفع اللواء..
لطالما تساءلت عن اللواء الذي يصر الإخوان في مظاهراتهم على أن هدفهم الوحيد هو رفعه.
(3)
هل كنت يوما على خلاف مع سيارة صدمتك؟
طبعا لا.. أنت لا تتشاجر مع السيارة.. فمشكلتك مع من يستقل السيارة.
الإخوان لم يكونوا يوما في صراع مع الدولة البوليسية ولا الحكم العسكري حتى إن صدموهم ستين عاما.. فحين بلغ الصدام الشعبي بالعسكر ذروته وانتبه الملايين إلى أن الثورة في جزء منها ثورة على حكم عسكري امتد لستين عامًا، خرج عصام العريان ليؤكد أن هتاف «يسقط حكم العسكر» إهانة للجيش في حين اعتبر مرسي حين تولى الحكم أن الشرطة كانت في القلب من ثورة 25 يناير.
مرسي وإخوانه تصوروا شرطة حبيب العادلى مجرد أدوات سيستخدمونها لحكمهم حال الاتفاق معهم لذلك فعبارة «مطمرش فيكم قانون الشرطة اللي عملناه» والتي جاءت على لسان فريد إسماعيل لضباط الشرطة خلال إلقائهم القبض عليه تعد واحدة من أعمق ما قيل في السياسة بمصر منذ بداية القرن الحادى والعشرين.
سلم العسكر السلطة لمنتخبين وهم يتصورون أنهم سيقومون بتهدئة الشارع.. لكن مرسي كصدامي غبي وتنظيمه الذي لا يفهم في الحكم سوى أنه صفحة على «فيس بوك» اسمها «اضرب يا ريس» قرروا خوض معركة مع الجميع..
ولكن الأمن إن كان سيواجه وسيقتل أمام القصر الرئاسي وسيفرض الطوارئ، والجيش سيفرض حظر التجول في القناة، فلماذا لا تفعل الدولة الأمنية ذلك لصالحها وليس من انتخبه الناس إن كان هو لا يهمه الناس.
(4)
لا لمنصب قد عملنا..
لا لدنيا قد عملنا..
نحن للدين الفداء..
(5)
الداخلية تفجر وزيرها والإخوان يقتلون أنفسهم في رابعة والجيش يقتل جنوده في سيناء.
هذه خلاصة نظرية «الآخرون أشرار».
أجواء الاعتراف والاعتذارات للشعب من الدولة الأمنية التي أعقبت ثورة يناير انتهت.. والآن الشعار هم مسلحون وقتلناهم وسنقتلهم ثانية.
والإخوان يرددون: هراء نحن جماعة ربانية اختصنا الله بخيانة العهود والفشل والكذب، لأن هذه دعوة ربانية مباركة.
لا أحد يريد أن يعترف بخطأ.. فكلاهما تنظيم.. والتنظيم يجب أن يكون له عدو شيطاني يرتكب كل الأخطاء بما فيها قتل أفراده.
فشل الشرطة المستمر في الأمن الجنائي وفشل الإخوان في الحكم يختفيان ليتقدم الصفوف بديل أحمر قان يغطي على كل شيء.
(6)
فليعد للدين مجده ..
فليعد للدين عزه..
أو ترق منا الدماء..
أو ترق منا الدماء..
(7)
لماذا أحب الناس اللواء نبيل فراج؟
الرجل قتل وهو يمارس عمله في مواجهة من دبروا حادثة إرهابية لا خلاف حولها.
كلمة السر: استشهد وهو يمارس عمله.. وهي نفس المدخل لحب الناس للشهيد حمدي البطران.
مشكلة الداخلية أن ممارسة العمل شيء نادر.. فالداخلية لا دور ملموسا لها في الجريمة والآثار والمخدرات والمرور.. فمن دخل قسمًا قبل يناير لم يجد سوى الإهانة ومن دخله بعد يناير لم يجد سوى اللامبالاة.
الشهيد نبيل فراج شرطي يقوم بدوره..هذا في ذاته مثير للاحترام.. وغريب.
لطالما كان وزير الداخلية الوحيد المحبوب من المصريين هو أحمد رشدي وهو وزير تفرغ تماما للأمن الجنائي والمرور والمخدرات ولم يول الأمن السياسي ومطاردة خلق الله على أفكارهم أي اهتمام يذكر.
الضابط المصري لا يجيد هذا الدور الجنائي.. لم يعتد عليه.. فهو ضابط فاشل غير مهني.. كل ما يعرفه أن المسجلين يعذبهم حتى يعترف أحدهم على نفسه أو على غيره.. لذلك فهو في بطالة منذ عامين ونصف.
الشرطة فاشلة والإخوان فاشلون.. والآن الحرب قامت والشهداء يتساقطون.. والهجوم على فشلهم توقف لينشغل الجميع بالحرب.. وفي سبيل الله قمنا نبتغي رفع اللواء.