لا حدود لحرية الرأى، ولكن تعمد نشر معلومات خاطئة مسألة أخرى تماماً، وفى حال التثبت من كونها خاطئة ومتعمدة، فتلك «جريمة» يجب أن يعاقب عليها القانون بالحبس، حتى لو أصبحنا فى عصر يمكن أن يكتب فيه من يشاء ما يشاء عبر النت، بما فى ذلك القول بأن كاتب هذه السطور مثلاً أسترالى، وليس مصرياً مع كل الاحترام للقارة الأسترالية.
حديث عن الصحافة المطبوعة على الورق، وكل ما هو مطبوع على ورق، وسوف تظل الكلمة المطبوعة ما بقيت الإنسانية، وإن ذهبت تكون هذه نهايتها، أو العودة إلى عصر الإنسان الأول. كان هذا رأيى دائماً. وقد نشرت إحدى الصحف مثلاً أن قرار تأجيل مهرجان القاهرة السينمائى الدولى «خيانة عظمى» من وزير الثقافة ورئيس المهرجان، وهو اتهام يضع صاحبه وناشره موضع المساءلة القانونية، لأنه لا يوجد اتهام أكبر من ذلك لأى مواطن، ويعنى أن صاحبه وناشره فى حالة من السيولة العقلية، أو ما قبل العقل، ولكنه يظل رأياً يثير السخرية، نعم، ولكنه رأى.
ولكن، وفى نفس «التحقيق» الصحفى، نشرت معلومات خاطئة عن عمد، مثل القول بأن المهرجان تأجل رغم اشتراك 70 دولة!. وبغض النظر عن أن هذا العدد من الدول يزيد على ضعف عدد الدول التى تشترك فى مهرجانات «كان أو برلين أو فينسيا»، فهذه المعلومة ليست صحيحة على الإطلاق، ولم يكن لدى المهرجان فى أغسطس، أى قبل شهرين من الموعد الذى كان مقرراً لإقامته فى نوفمبر، سوى 25 فيلماً، منها عشرة من المكسيك، وعدة دعوات لشخصيات عربية للاشتراك فى لجنة التحكيم.
وهناك معلومات خاطئة، عن جهل، وليس عن عمد، مثل القول بأن النجوم أصلح من يتولون رئاسة المهرجانات، لأنهم يستطيعون دعوة زملائهم من النجوم، وذلك رغم أنه لا يوجد مهرجان فى العالم يرأسه نجم، والمؤكد أن تليفون توم كروز أو براد بيت ليس مسجلاً على تليفونات أى نجم مصرى، ولا حتى أمريكى. ومثل القول بأن الاتجاه إلى إقامة المهرجان فى سبتمبر، بدلاً من نوفمبر كان لحساب مهرجان الدوحة فى قطر، وما أدراك ما قطر الآن فى مصر؟! وفضلاً عن واجب الحرص على عدم التداخل بين المهرجانات العربية، فقد أعلن فى مايو الماضى عن إلغاء مهرجان الدوحة الذى كان يقام فى نوفمبر، وإقامة مهرجان جديد فى مارس. ومن ناحية أخرى لم يوافق الاتحاد الدولى على تغيير شهر مهرجان القاهرة، وتم الاتفاق على أن تنعقد الدورة الـ36 من 9 إلى 18 نوفمبر 2014، وتم اختيار هذا الموعد ليكون بعد عشرة أيام من نهاية مهرجان أبوظبى، وقبل عشرة أيام من بداية مهرجان مراكش، فليس من صالح السينما العربية أن تتداخل مهرجاناتها.