مها متبولي25 سبتمبر 2013 09:40 م
عادت نبيلة عبيد من بيروت محملة بمزيد من الأسرار، وأكدت أنها كانت على علم بمرور أسامة الباز بأزمة صحية، أدت إلى نقله للمستشفى وكشفت عن تأجيلها لزيارته بسبب وجودها فى لبنان لكنها لم تكن تتصور أن القدر سوف يسبقها إليه وتحدث الوفاة.
نبيلة عبيد تزوجت أسامة الباز فى تسعينيات القرن الماضى، واستمر الزواج تسع سنوات عندما قابلها صدفة فى إحدى المناسبات الفنية، فقد كان حريصا على أن يحضر العروض الخاصة للأفلام والمسرحيات ومتابعة عروض فرق الموسيقى العربية فى الأوبرا، ويبدو أن كيوبيد قد لعب دوره فى التأليف بين الأرواح، ويؤكد البعض أن الزواج تم بعقد عرفى وأنه كان حريصا على إعلان هذا الزواج فى الوسط القريب من الفنانة ولم يكن الأمر سرا دفينا، ولعل ذلك ما أثار العديد من المشاكل على الأقل داخل مؤسسة الرئاسة، فالرئيس مبارك لم يكن راضيا عن هذا الزواج حتى إنه تحدث مع إحسان عبدالقدوس فى هذا الشأن، وقال له إنه لا يوافق على زواج أسامة الباز من نبيلة عبيد، ونقل عبدالقدوس ذلك لمستشار الرئيس صراحة، إلا أن الباز رد قائلا: هذا شأن شخصى ولا علاقة لأحد به.
وبناء على هذا الرفض كتب إحسان عبدالقدوس قصة «الراقصة والسياسى» وتم نشرها على حلقات فى جريدة الأهرام وتعرض الباز ونبيلة عبيد لضغوط اجتماعية كبيرة، فلم يكن أحد من أقاربه يتقبل هذا الزواج لدرجة أن أحد الشخصيات البارزة فى مؤسسة الرئاسة قال لنبيلة عبيد: حاولى تقنعى أسامة ليطلقك لأن استمرار الزواج سوف يؤثر على مستقبله السياسى.
ومن ناحية أخرى، نقلت إحدى قريبات أسامة الباز إلى سوزان مبارك رغبتها فى أن يبتعد مستشار الرئيس مبارك عن نبيلة عبيد، وتمنت أن تتدخل سيدة مصر الأولى لإخراج الأسرة من هذا المأزق، وبالفعل تجمعت الضغوط لتصب فى نتيجة واحدة، وهى ضرورة الانفصال حيث تم الطلاق فى أجواء تراجيدية وظهر من خلال الفيلم مشهد دخول صلاح قابيل مكتب أحد المسئولين وانتهاء المقابلة بطلب قطع علاقته بالفنانة ولم يكن الطلاق فى الحقيقة كافيا لإنهاء الصداقة بين الطرفين لأنهما ظلا يحملان مشاعر الود رغم تغير الظروف، وكثيرا ما كانت نبيلة عبيد تفكر فى مقابلة أسامة الباز وزيارته، وخاصة فى السنوات الأخيرة، إلا أنها كانت تواجه صعوبات فى ذلك، لأن زوجته الإعلامية، كانت تفرض حوله سياجا من الخصوصية لا يمكن أحدا من رؤيته أو مقابلته أو الحديث معه حتى إن هناك من أكد أنه ربما يكون مريضا جدا بصورة لا تسمح بإزعاج أحد له، بينما قال البعض إن الباز كان يعانى من الزهايمر فى عاميه الأخيرين، إلا أنه رغم ذلك رفض إغراءات مادية كبيرة لكتابة مذكراته أو تسجيلها فى حلقات تليفزيونية وكان يعتبر أن كل ما عرفه قد جاء بحكم وظيفته وأنه لن يبوح بسر أبدا.
وعندما سئل الباز عن اختفائه قال: كل شىء فى الدينا تغير، والعالم لم يعد كما كان، والتصورات الجديدة تحتاج إلى وجوه جديدة.
زكريا عزمى وصفاء حجازى
وقوع رجال البلاط السياسى فى دائرة الحب كارثة أمنية، فكل ما يمكن أن يعرفه من معلومات وأسرار تصبح مخترقة بواسطة امرأة تقف فى الخلفية ولا تخضع للمساءلة وهذا مثير للريبة داخل أى قصر رئاسى، ولكن السياسى فى نهاية المطاف بشر له قلب وعواطف إنسانية، وليس الزواج عيبا فى عرف هؤلاء البشر.
كشف زكريا عزمى عن رغبته فى الزواج من الإعلامية صفاء حجازى إلا أن هذه الرغبة المشروعة قد واجهت اعتراض زوجته الأولى، وقامت بتوصيل شكواها إلى الرئيس مبارك وقرينته، ولم يكن زكريا عزمى ناقصا للحجة أو محدود الذكاء حتى يعجز فى الرد، فعندما سأله مبارك عن حقيقة هذه الزيجة التى لا لزوم لها قال إنه يريد أن ينجب لأن زوجته لم تساعده على ذلك، فتغاضى مبارك عن نهيه وقدر الظروف الإنسانية التى يمر بها، وظل زواج زكريا عزمى بصفاء حجازى أكثر من خمس سنوات، وعندما تبين أنه لم ينجب لأسباب تخصه تدخلت مؤسسة الرئاسة وأرغموه على أن ينفصل عن صفاء حجازى فى هدوء، فلم يكن مبارك موافقا على أن يكون رجاله عرضة لاختراق «الحريم» وأعرب عن رفضه لهذا الزواج حرصا منه على أن تكون الصورة العامة فى إطارها الصحيح.
مصطفى الفقى ولوسى آرتين
دخل مصطفى الفقى فى دوامة القصر الرئاسى ودار فيها لأكثر من عشر سنوات فى بداية حكم مبارك، فقد كان الفقى على علاقة عاطفية مع لوسى آرتين ولا يكف عن التحدث معها ليل نهار عبر الهاتف، ويبدو أن هذه الأحاديث العاطفية قد لفتت انتباه الجميع، وباتت فى غير محلها ولا وقتها ولا يدرى أحد مغزاها، حتى وجهت مؤسسة الرئاسة إلى مصطفى الفقى تحذيرا شديد اللهجة قائلة: لما تحب تعمل المكالمات دى اعملها بعيد عن مكتب الرئاسة، إلا أنه لم يلق بالا لخطورة هذا الأمر واستمر فى إجراء المكالمات والتى كانت تتطرق إلى بعض الأمور الواجب الاحتفاظ بها تحت طى الكتمان وفى إطار السرية التامة مما أدى إلى التفكير فى إخراجه بعيدا عن المؤسسة الرئاسية حتى لا يشغل أحدا ولا ينشغل به أحد.
ليست هذه هى آخر الأسرار ولا أولها ولكنها قنابل موقوتة تنفجر فى زمانها.