تركزت أنظار المتابعين لشأن الجماعات الإسلامية نحو مؤتمر الإسلاميين في أسطنبول، إلا أن تنظيم الإخوان "المحظور" بقرار من القضاء المصرى، عقد اجتماعا لقياداته بمدينة لاهور الباكستانية بعيدا عن الأضواء بهدف مواجهة ما أصاب التنظيم في مصر.
اللقاء ضم قيادات التنظيم العالمى و الذي يتم برعاية الجماعة الإسلامية في باكستان، لصياغة خطة عمل متكاملة للتعامل مع الملفين المصري والسوري، وكان على رأس الاجتماع القيادى الإخوانى ابراهيم منير، ومحمود احمد الابيارى، وهمام سعيد المراقب العام للغخوان بالاردن، ومحمود حسين امين الامين العام للغخوان بمصر، وعبد العزيز منصور ممثلا للجماعة من اليمن، وعبد المجيد ذيبات من الأردن، ومحمد الحداوى من المغرب وفارع السويدى من اليمن.
كما شارك فى الاجتماع محمد حسين عيسى من الصومال ومحمد نزال القيادى المعروف فى حركة حماس، وعلى جاويش من السودان، ويمثل ماليزيا عبد الهادى أوانج، ومن موريتانيا محمد حسن اللديو، وبشير الكبتى من ليبيا، واحمد الدان من الجزائر، ومحمد شقفة القيادى الاخوانى بسوريا، ومحمد فرج أحمد من كرستان العراق وعبد الفتاح مورو الرجل الثانى فى حركة النهضة التونسية.
وبحث اللقاء في لاهور الخطوات العملية على الأرض للتحرك، وتحديدا في مصر، لإسقاط السلطة الانتقالية التي تولت بعد عزل محمد مرسي إثر احتجاجات شعبية ، وفق ما ذكرته فضائية "سكاى نيوز".
وكان قد عقد التنظيم الدولي اجتماعا سابقا استضافته اسطنبول في يوليو الماضي أوصى بعدد من الاجراءات مثل الاستعانة بعدد من رجال الدين المقبولين شعبيا للتعبئة بين مؤيديهم ضد السلطات في مصر، وكذلك إبراز "وجوه معتدلة" في الإعلام والمحافل العامة.
كذلك استمرار الاحتجاجات التي تستهدف تعطيل الحياة العامة في مصر، خاصة في العاصمة القاهرة والمدن الرئيسية الأخرى لإرباك الحكومة الانتقالية وتشتيت جهودها وتوفير مادة للإعلام المتعاطف مع الإخوان للترويج لتدهور الأوضاع في مصر.
وبحث الاجتماع تكتيكات جديدة الإسقاط الحكومة الانتقالية فى مصر ، خاصة مع فشل الحشد والتأييد شعبي لتحركاتهم، أو تغيير موقف العالم مما يجري في مصر، وتصاعدت وتيرة العنف خاصة في شبه جزيرة سيناء وفي أماكن أخرى في مصر.
ومع الحملات الأمنية المصرية لتطهير بؤر العنف المسلح التي تمركز فيها أنصار الإخوان، من كرداسة في الجيزة إلى دلجا في المنيا، يتوقع أن يبحث المجتمعون في أساليب أخرى للتحرك وفي سبل تمويلها وتنفيذها.
ورغم ذكر الملف السوري، إلا أن أزمة الاقتتال بين فصائل توصف بالإسلامية وقوى معارضة أخرى تجعل وضع الإخوان هناك غير باعث على التفاؤل، حتى الآن على الأقل.
ويبقى مسرح التحرك العملي الرئيسي المحتمل الساحة المصرية، التي يعتبر الإخوان أن سقوط حكمهم فيها يعني انعدام فرصتهم للوصول إلى السلطة في أي من البلدان التي ينشطون فيها في الأمد المنظور.
ولا يعرف بعد ما الذي يمكن أن يلجأ إليه الإخوان في مصر، إلا أن اختيار باكستان تحديدا التي يعتقد أن ما تبقى من عناصر القاعدة يتمركز فيما بينها وبين أفغانستان يشير إلى أن التكتيكات الجديدة ربما تكون أقرب لممارسات الجماعات التي انبثقت عن الإخوان منذ السبعينيات وحتى نهاية القرن الماضي.