القاهرة – كرم فصاد
حمل الأخيرة للعندليب الأسمر عبدالحليم أسطوانة موسيقى أغنية "من غير ليه"، خلال رحلته العلاجية حافظ في لندن، ليدندن بها حتى يعود لإجراء البروفات، ولكن العمر لم يمهله وفارق الحياة قبل حفل الربيع بشهر واحد، وظلت الأغنية حبيسة الأدراج عند محمد عبدالوهاب، موسيقار الأجيال.
حاول عبدالوهاب اختيار صوتًا بديلًا ولكنه لم يجد الصوت الذي يراه مناسبًا لتلك الكلمات التي بذل فيها مرسي جميل عزيز جهدًا كبيرًا فكانت بالنسبة له كميلاد جديد.
كما أنه استغرق وقتًا طويلًا في تلحينها، وعندما اقترب موعد الحفل كان كل شيء قد اكتمل، ولكن حليم قد رحل تاركًا الأغنية وكل شيء، ولذلك قرر عبدالوهاب أن يغنيها بنفسه، وأصبحت العودة الأولى له بعد غياب غنائي طويل؛ ولتكون هدية عبدالوهاب للجمهور في حفل الربيع.
كانت أغنية "من غير ليه" هي الوحيدة التي اشتهرت قبل أن يسمعها الناس، حتى إنها تحولت إلى تعليق، كأن يسأل أحدهم عن سبب ما بكلمة: "ليه؟!" فيرد عليه الثاني: "من غير ليه"، وكان هذا في حد ذاته انتشارًا لها وقبل أن تغنى.