ايجى ميديا

الخميس , 26 ديسمبر 2024
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

عايز تكتب؟!.. إطفى التليفزيون!

-  
نشر: 24/9/2013 5:46 ص – تحديث 24/9/2013 9:50 ص

تروى الأسطورة أن أحد أصدقاء الكاتب الكبير «جيمس جويس» ذهب لزيارته فوجده محطما وحزينا ويائسا ومنكفئا على مكتبه.. فسأله الصديق: «جيمس.. مالك يا معلم «؟!.. فهز «جويس» رأسه وهو لا يزال منكفئا على المكتب وقال: «يعنى حيبقى مالى.. الكتابة طبعا.. وهو انا ورايا غيرها».. فسأله الصديق: «إنت كتبت كام كلمة النهاردة «؟!.. فأجابه «جويس»: «سبعة.. كتبت سبع كلمات»!.. فأجابه الصديق: «حلوين يا معلم.. إنت حتنهب «.. فرفع «جويس» رأسه من على المكتب أخيرا وهو يقول: «المشكلة إنى مش عارف أرتبهم الترتيب اللائق بيهم لتكوين جملة كاملة وجميلة».. ثم ترك رأسه لتنهار على المكتب مرة أخرى!

إذا كنتم غير قادرين على استيعاب موقف إنهيار كاتب وشعوره بكل هذا الكم من اليأس والإحباط (بصرف النظر عن أفورة جيمس جويس فى الأسطورة الشهيرة التى ذكرتها فى بداية الكلام والتى أوردها «ستيفن كينج» فى كتابه الجميل.. عن الكتابة) بسبب مراوغة الكلمات له.. أو بسبب «بلوكَّة» فى دماغه.. إذن فأنتم لا تعرفون بحق قيمة وغلاوة الكتابة عند الكاتب.. حيث أن المشكلة الوحيدة فى مهنة الكتابة أنها فى الأصل ليست مهنة بقدر ما هى نمط حياه.. وأنها بمجرد تمكنها من تلاببيب خلايا مخ الكاتب من دول تتحول إلى حياه كاملة.. حياه قد تتحول فى حال كتابة شىء جميل يرضى عنه الكاتب إلى جنة.. بينما قد تتحول فى حال كتابة شىء سىء أو فى حال قفلة الدماغ وعدم انسياب الكتابة منها بسلاسة ويسر واستمتاع إلى جحيم.. جحيم قد يصل ببعض الكُتَّاب إلى عدم الرغبة فى الحياه من منطلق أنه « طالما ما باكتبش.. أعيش ليه»؟!

كان هذا فيما يخص الكاتب الذى منحه الله موهبة الكتابة وبالفعل استجاب لمنحة السماء وكتب.. أما بقى فيما يخص الكاتب الذى منحه الله موهبة الكتابة فقرر أن يستجيب لها وكُلُّه.. ولكن بعد متابعة أخر أخبار المساء وبعد التقليب بين برامج التوك شو المسائية للإستماع إلى كل تلك الهرطشة وكل ذلك الكلام المُعَاد وكل هذا الرغى واللت والعجن وكل هذا الإنهيار لكل المعايير الخاصة بأنه «مين اللى المفروض يتكلم فى إيه ومين اللى المفروض ما يتكلمش فى إيه.. كلٌ على حسب إختصاصه ودماغه».. ثم بعد متابعة شوية مشاهد متفرقة من المسلسل ده على السيت كوم ده على الفيلم ده.. المشكلة الحقيقية أنه بعد كل تلك الهرطشة التليفزيونية التى تعرضت لها خلايا الدماغ لن يصبح العقل قادرا على كتابة شىء جميل يذهب بصاحبه إلى جنة الرضا عن النفس.. فأى خيال ينتظره الكاتب من دول وقد أغلق كل بوابات الخيال أمام خلايا مخه بعد أن اكتفى بمتابعة الواقع القبيح من خلال التليفزيون؟!.. هذا بالإضافة طبعا إلى أن الكتابة بحاجة إلى القراءة المستمرة والدؤوبة والشغوفة.. إلا أن الوقت الذى كان ينبغى عليك منحه للقراءة ها أنت قد منحته بكامل إرادتك الحرة لمنى الشاذلى ولميس الحديدى وعمرو اديب وخيرى رمضان وأحمد موسى.. إذن.. خلِّى لميس الحديدى تنفعك.. أو خلى منى الشاذلى تكتبلك الجملة المفيدة اللى دماغك قفلت ومش عارفة تكتبها!

الموضوع أبسط من البساطة.. فالتليفزيون جميل ويعرض أحيانا حاجات جميلة.. إلا أن القراءة يلزمها وقت كاف.. وفى هذا الصدد ينبغى أن تعلم أنك إذا لم تشعر من تلقاء نفسك أنك طالما كنت كاتب فإنه ينبغى عليك القيام بفعلين رئيسيين فى تلك الحياه.. أن تقرأ وأن تكتب.. إذا لم تشعر بذلك بنفسك فلا أحد يستطيع إشعارك به.. وإذا لم تحاول إقتناص أوقات للقراءة وسط تلك الحياه العبثية التى نعيشها.. ثم زدت الطين بلة وأضعت الوقت الذى تمكنت من اقتناصه أمام التليفزيون.. عندها لا ينبغى أن تلوم أحدا سوى نفسك..

عايز تكتب؟!.. إقرا.. عايز تقرا؟!.. إطفى التليفزيون واقرا.. بس كده!

التعليقات