هل ممكن أن نكرر نفس العبط من جديد فى التعامل مع الإخوان؟
إن كل ما يخططه الإخوان هو الشر والتدمير والتخريب لهذا البلد، ويكفى أن تقرأ بيانا لهم أو حوارا أو خريطة تحركاتهم ودعواتهم فى الـ«فيس» و«تويتر» وعلى ألسنتهم فى القناة الصهيونية القطرية، لتتأكد أنهم كلهم، صغارهم وكبارهم رجالهم وستاتهم، يكرهون مصر ويحقدون على الشعب، ويدعون الله لخراب هذا البلد.
ليس فيهم واحد فقط تختلف مشاعره ولا أفكاره، بل قوالب وألواح جامدة باردة، تحمل ذات الختم، وتتحرك بذات الآلية، وتنطق بنفس الهوى.
إن كل ما يصرح به الإخوان هو إما هوس مَرَضىّ وإما تكفير للشعب والجيش.
لا فرق بين إخوانى وآخر، بين كبير وصغير، إنهم يهللون لو جرت حادثة فى مصر، ولو تصادمت سيارتان على طريق. إنهم يشمتون لو نشب حريق فى بيت فى قرية. إنهم يسعدون ويكبِّرون لو مات جندى فى حادثة إرهاب أو تصادم. إنهم يبشِّر بعضهم بعضا بتوقف شركة أجنبية عن العمل فى مصر أو تعطل اتفاقية أو حتى مؤتمر. إنهم يحسبون الساعات لانهيار اقتصادى (هم مختلّون طبعا لكنهم مقتنعون تماما بأن الخراب قادم). إنهم يدعو بعضهم بعضًا لتعطيل المرور وتخريب الطرق وشل البلد.
هم مرضى بالكراهية وليست لديهم ذرة من وطنية..
هل أنا أبالغ؟
تعالَ ننصت إلى الدكتور عبد الستار المليجى، وهو إخوانى منشقّ، كان شجاعا وجريئا وأمينا وشريفا مع نفسه حين انشقّ منذ ستة أعوام، رغم أنه مؤسس عودة جماعة الإخوان فى الجامعة والمجتمع بعد أن كان شريكا مع عبد المنعم أبو الفتوح فى إحياء هذه الجماعة الخائنة فى السبعينيات.
المليجى انشقّ وكتب ونشر وحاربَتْه الجماعة بمنتهى الخسة المعتادة.
لكنه رجل خَبرَ الجماعة وعاش فيها ثلاثين عاما، وواحد من أهم قياداتها وكوادرها، فماذا يقول حتى لا يتهمنا أحد بالإيغال فى اتهام الجماعة بالخيانة، وأنه لا مكان لها فى هذا الوطن، إن كنا نريد تقدما لهذا الوطن، بل إن كنا نريد حياة لهذا الوطن.
فى حواره المنشور أمس فى جريدتنا «الدستور الأصلى» وأجراه الزميل حمدى سليم، قال الدكتور عبد الستار المليجى إن «الجماعة عملت منذ إنشائها خارج الإطار الوطنى».
أظن واضح ما معنى العمل خارج الإطار الوطنى، ثم زِدْ على ذلك ما يطرحه المليجى فى التعامل مع هذه الجماعة وأعضائها من واقع خبرته وتجربته ومعرفته «المجموعة التى ارتكبت جرائم وتضم غالبية أعضاء الجماعة مصيرهم يحدده القضاء، وهناك قلة من الطيبين الذين غُرِّر بهم وساروا فى رَكْب الجماعة أمامهم حل وحيد هو أن يعلنوا أنهم مصريون أولا، وأنه لا علاقة لهم بالتنظيم الدولى على الإطلاق، وأنهم مجموعة مصرية كانت مريضة وشفيت من فكر ضالٍّ، وعليهم أن يعلنوا كذلك توبتهم عن التاريخ الماضى كله، ويقدموا اعتذارا صريحا للشعب المصرى، ثم يكتبوا مراجعات فكرية».
هذا كلام واحد كان منهم، ولا ينبئك مثل خبير، هذا ضمير صارخ ينبهنا ويحذرنا بما عرف وأدرك وهو فى هذه الجماعة وبين هذه المجموعة التى يصفها بأنها «مجموعة ترى فى نفسها شعب الله المختار مثل اليهود.. أنقى دمًا وأحسن فكرًا وأفهم للدين، وكل هذا كذب.. بالتطبيق العملى سنجد أن كل ما فعلوه على خلاف الدين والشريعة وعلى خلاف الرحمة.. هؤلاء مرضَى لا يعترفون بمرضهم فيستحيل أن يندمجوا».
ثم يضرب عبد الستار المليجى كل الخزعبلات التافهة والمغرضة والعاجزة التى تميز بين قيادات هذه الجماعة، فكلهم واحد، مرضَى بالأخونة مغموسون فى التكفير والتعالى والتمييز للجماعة ولأنفسهم عن المسلمين، بل لا يعتبروننا مسلمين أصلا. يقول الدكتور المليجى «وأخصّ منهم بالذكر محمد علِى بِشر وعمرو دراج اللذين تتفاوض معهما بعض أجهزة الدولة حاليا.. هؤلاء أشد توغلا فى الفكر التكفيرى من غيرهما، إنما ليس لديهما قدرات قتالية بحكم طبيعتهما الشخصية، لكنهما يغطيان على القادرين على القتال ويحسِّنان صورتهم ويقدمانهم للمجتمع، فلا يجب أن نقع فى أى إشكالية مع أحد كان له دور تنظيمى داخل هذه المجموعة، ونتصور أنه حَمَل وهو ذئب.
والسؤال: هل شجب بشر أو دراج ما حدث؟ لم يتكلما فى هذا لأنهما يوافقان عليه ويقولان إنهم مظلومون، هذان (بشر ودراج) أكثر الناس مرضًا فى الإخوان..».
الحقيقة أنه لا حقيقة إلا أن الإخوان جماعة خائنة.