نحن لا نواجه الإرهاب وحده، بل نواجه معه الخيانة.. ثم هذا «التنطع» الذى لا مثيل له من «الإخوان» وحلفائهم!!
نحن فى حرب مع إرهاب استفحل تحت حكم مرسى الذى ظن أن هذا الإرهاب سوف يستنزف جيش مصر ويخرجه من المعادلة فى الصراع الداخلى، بذلك ينفتح الباب واسعًا أمام «تمكين» الإخوان وفرض الحكم الفاشى على مصر إلى الأبد!!
ونحن فى حرب مع إرهاب فقد عقله بعد أن أسقط الشعب حكم الإخوان الفاشى، وبعد أن انحاز جيش مصر إلى إرادة الشعب.
نعرف أن المعركة محسومة، وأنه لا يمكن لهذه العصابات الإرهابية أن تفرض إرادتها على شعب بأكمله ودولة بكل مؤسساتها، لكن «الإخوان» ومن معهم فى تحالف الإرهاب يصرون على المضى فى طريق الخطيئة الوطنية، ويكتبون جميعًا نهايتهم بأيديهم.
ونحن فى حرب ضد الخيانة بكل معنى الكلمة، فالإرهاب الذى نواجهه لا يعرف معنى الوطن، ويتعامل مع المصريين على أنهم مجموعة من الكفار ينبغى التخلص منهم، وباسم «الجهاد» توجه عصابات الإرهاب بنادقها إلى جيش مصر الوطنى وإلى رجال الشرطة ثم إلى مواطنين أبرياء.
وباسم «الجهاد» تمت المحاولات الفاشلة لتعطيل قناة السويس وهم يعرفون جيدًا آثار هذه المحاولات الإجرامية، وهذه الخيانة العظمى لوطن يسعى لإصلاح ما أفسدوه.
ولا تقف الخيانة عند ذلك رغم بشاعته.. بل تمتد لمحاولة استنزاف جهد الدولة بالمحاولات الهزيلة التى يقوم بها «الإخوان» وأنصارهم، ثم بهذا الإصرار على استدعاء التدخل الأجنبى، ولو على جثث ضحاياهم من أبناء وطن لا يشعر الإرهابيون أبدًا بالانتماء إليه.
بجانب الإرهاب والخيانة، يأتى هذا «التنطع» الذى لا مثيل له، بالأمس كان أبناء الجيش والشرطة يقومون بتحرير «كرداسة» بعد معاناة طويلة من إرهاب حقير ارتكب أبشع الجرائم حين قتل ضباط الشرطة، ومثّل بجثثهم ثم أخضع القرية لسطوة عصابات الإجرام.
كما حدث فى «دلجا» كان حرص قوات تحرير «كرداسة» على أن لا يكون هناك ضحايا، واستطاعت هذه القوات أن تضبط أعصابها وإجرام الإرهاب يقتل اللواء الشهيد نبيل فراج، وقنابلهم تطيح بعدد من الضباط والجنود منهم من يرقد بين الحياة والموت.
ومع ذلك يفاجئك حجم «التنطع» لدى ميليشيات الإخوان الإعلامية وقنواتهم التليفزيونية بقيادة القناة القطرية إياها.. فاللواء الشهيد قتل نفسه أو قتله زملاؤه!! و«كرداسة» لم تكن بؤرة إرهابية بل كانت واحة للسلام تعاقب لأنها تؤيد فاشية الإخوان!! والجيش والشرطة ذهبتا للقيام بحرب إبادة كما حدث فى «دلجا» التى لم تحرق فيها الكنائس ولم تفرض «الجزية» على الأقباط!! ووسط هذا الجنون لا يمكن أن يتساءل أحد من المتنطعين عن حرب الإبادة التى لا يسقط فيها إلا الجنود والضباط، بينما الإرهابيون يتحولون فى إعلام الإخوان إلى مجاهدين.. أو ضحايا!!
نعرف أن الإرهاب بلا دين ولا أخلاق، وأن من يستبيح دماء الناس الحرام ليس إلا قاتل حقير مهما ساق من ادعاءات كاذبة، وأن من يخون الوطن يفقد كل إحساس بالاحترام والكرامة، لكن هذا «التنطع» يكشف عن نوعية أخرى من الكائنات التى لم تفقد العقل فقط، بل فقدت الإنسانية، فلم تعد تشعر بالخجل أو العار، وهى تمارس كل هذا الانحطاط.