لو كانت ظروفك الصحية ليست على ما يرام، أو أن قدرة حضرتك على احتمال المكاره ضعيفة أصلا (هكذا خلقة ربنا) ومن ثم لم تقوَ على البقاء ملطوعا مصلوبا أمام شاشة التلفاز كل هذا الزمن الطويل جدا الذى أمضاه فضيلة الشيخ محمد مرسى الذراع الرئاسية للجماعة، وهو يحتفل بذكرى حرب أكتوبر وسط حشود أهله وعشيرة فضيلته، الذين لا يكادون يعرفون شيئا عن هذه الحرب إلا اسمها، وبالعافية!!
ولكن إذا كانت صحتك ممتازة وقدرتك على الاحتمال قوية وكبيرة ومع ذلك تآكل تركيزك وأصابك شىء يشبه الشلل العقلى المؤقت بسبب تلك الخيلة الكذابة الناجمة عن حركة فضيلة الرئيس «الذراع» المكوكية، ومرواحه وغدوّه بنشاط زائد فوق جثة مسرح الاحتفال، بينما هو يلقى خطبة جمعة تعبانة ومتخمة بثرثرات وحواديت لا أول لها ولا آخر، ظنها كثيرون أنها قد لا تنتهى أبدا قبل أن يرحل الجيل الحالى من المصريين ويموت كمدًا ومللًا ويأتى جيل جديد عفى وقادر على انتزاع حقه فى الصمت والهدوء من الست جماعة الشر و«ذراعها».
إذا كنت من هؤلاء أو أولئك، فيسعدنى ويشرفنى أن أقدم لجنابك مجانا «خدمة ما بعد الخطبة» وأنقل فى السطور المقبلة «المختصر غير المفيد» لما جاء فيها هذه، فضلا عن تطوعى بذكر الأشياء القليلة من تفاصيل عيشتنا السوداء الحالية التى فات فضيلة «الذراع» ذكرها.. واسمحلى أبدأ بهذه الأخيرة:
أولا: لم يحك فضيلته شيئا عن أحدث خناقات الست أم عنتر مع جارتها الست أم روحية، ولا اقترب من ظاهرة تجدد وصلات الردح التى يتبادلان فيها يوميا المتنقى من خيار البذاءة وقلة الأدب، من دون أى سبب ظاهر أو معقول إلا ضيق الخُلق وشح الرزق وبؤس الحال.
ثانيا: خلت الخطبة من أية إشارة إلى المأساة الإنسانية الرهيبة التى يعيشها حاليا عم عبد الموجود البرديسى بعدما نفقت حمارته وماتت متأثرة بداء مجهول يقال إنها أصيبت به جراء مخالطة واحتكاك غير آمن بالمقروض ولده وائل عبد الموجود البرديسى المصاب فى غدته النكافية.
أما أخطر وأهم ما جاء فى الخطبة الرهيبة، فمختصرها هو الآتى:
1- الشعب هو الغلطان، والإعلام كلب ومجرم، والمعارضون كفار ولا يعرفون صلاة الفجر، أما فضيلة الذراع وجماعته فهما من خيار الناس وفقوسهم، وليسا فاشلين ولا من الكذابين، ولا حاجة أبدا خالص ألبتة.
2- لا بد من إلغاء الدعم، لأن الخواجة السفير سأل فضيلته: لماذا تدعمنى بـ35 يورو؟! وكذلك لأن أنابيب البوتاجاز المدعومة تسرح وتمرح فى الدروب والشوارع براحتها فوق «التروسيكل».
3- كما أن أربعة من مستودعات الغاز ضبطها جنابه فى أسيوط، وهى تقوم بتهريب أنابيبها وتبيعها فى السوق السوداء، وقد استطاع فضيلته أن يضع يديه الكريمتين على واحد من هذه المستودعات، لكن الثلاثة الباقين فروا وهربوا من الجماعة.
4- لم يتحدث سيادة «الذراع» ولا جاب سيرة «المانجة» أو «التوك توك» فى هذه الخطبة، ولكنه اكتفى بـ«التروسيكل» فحسب.
5- كشف جنابه عن معلومة سرية خطيرة، خلاصتها أن جيوش الأمن العرمرم التى يتبختر موكبه فى حراستها كلما تحرك ذاهبا إلى أى مسجد أو زاوية، هى جميعا تتبع الدولة المصرية مع أن كُثُرًا فى هذه الدنيا الواسعة كانوا يظنونها تخص دولة «ماكرونيزيا» العظمى.
6- فائدة قرض صندوق النقد الدولى ليست ربًا (كما كانت «جماعة» فضيلته تعتقد زمان أيام وزارة الدكتور الجنزورى) وإنما هذه «الفائدة» مجرد مصاريف ومقابل الدمغات و«طوابع الشرطة» التى تعود الصندوق أن يلزقها «بتفافة» على قروضه.
(نُشرت فى مثل هذه الأيام من العام الماضى).
