نحن أمام رجل يتفوق على جيمس بوند بذات نفسه فى المهارات التى يمتلكها وفى ما يمكنه أن يقوم به.. فبعد تخرجه من كلية الحقوق بجامعة ليننجراد عام 1975 لم يكتف بتلك الدراسة وإنما حصل على دكتوراة فى فلسفة الإقتصاد بالإضافة إلى إجادته التامة للغتين غير لغته الروسية الأم.. الإنجليزية والألمانية.. كما أدى فترة خدمته العسكرية فى جهاز المخابرات الروسية kgb بكل ما يعنيه ذلك من تعلم مهارات مخابراتية وقتالية ودراسة لأهم نظريات علم النفس.. خبير فى استخدام كافة أنواع الأسلحة الخفيفة والثقيلة التى يمكن لشخص على وجه الكوكب أن يستخدمها.. يقود كل ما يمكن لإنسان على وجه البسيطة أن يقوده.. يقود السيارات والطائرات العادية والطائرات المقاتلة والدراجات البخارية والمراكب والسفن والغواصات والمقاتلات البحرية والنووية وحاملات الطائرات وفى هذا الصدد متهيألى مش محتاج أقولكوا أنه أيضا بيركب خيل.. إذا كان بيركب غواصات نووية مش معقولة يعنى مش حيعرف يركب خيل يضا بيركب خيل.. كما أنه أيضا خبير فى التعامل مع الحيوانات المفترسة كالأسود والنمور والدببة.. ليس لصيدها وإنما لحمايتها من الإنقراض حتى أنه يظهر فى فيديو شهير وهو يعالج نمورا ودببة مهددة بالإنقراض فى غابات سيبيريا.. هذا بالإضافة إلى سجله الرياضى الحافل كأستاذ لرياضة «السامبو» الروسية إحدى فنون الدفاع عن النفس وكأحد أبطال رياضة الجودو والحاصل على حزامها الأسود وعلى العديد من بطولاتها كما أنه أيضا سباح ماهر ولاعب تنس لا يستهان به بالإضافه إلى تميزه كلاعب هوكى جليد لا يُشق له غبار.. إشترك فى معظم السباقات والمسابقات التى تخص أى حاجة.. إشترك فى سباق سيارات «الفورميولا 1» وفى العديد من سباقات الدراجات البخارية بالإضافة إلى إشتراكه مؤخرا فى البرنامج الغنائى العالمى الشهيرthe voice حيث فاجأ الجميع بمن فيهم لجنة التحكيم بصعوده إلى المسرح والغناء بوصفه أحد المواهب الجديدة.. وهكذا بدأ أعضاء لجنة التحكيم يديرون كراسيهم ليتعرفوا على صاحب الصوت وليفاجأوا بعد ذلك بأنه رئيس الجمهورية بذات نفسه وقد قام بتلك الجَنُّونة لتحميس الشباب الروسى على إظهار مواهبهم الفنية والتعبير عن أنفسهم بجرأة وحماسة!
أما فيما يخص ما تقلده من مناصب فهو تقريبا تقلد أيضا كل ما يمكن لرجل على سطح ذلك الكوكب أن يتقلده من مناصب.. مساعد رئيس جامعة ليننجراد ثم مستشار رئيس مدينة ليننجراد ثم رئيس لجنة العلاقات الإقتصادية ببلدية سانت بطرسبورج ثم النائب الأول لرئيس حكومة مدينة سانت بطرسبورج ثم نائب مدير الشئون الإدارية فى الرئاسة الروسية ثم نائب مدير ديوان الرئيس الروسى ثم مدير جهاز الأمن الفيدرالى الروسى ثم رئيس الحكومة الروسية ثم رئيس روسيا بالوكالة بعد تنحى الرئيس المخمور بوريس يلتسين عن سدة الحكم ثم رئيس روسيا بعد انتخابه فى عام 2000 ليصعد بروسيا مرة أخرى إلى دائرة الضوء والمجد وويعيدها إلى مكانتها التى كانت قد فقدتها أثناء فترة المخمور يلتسين السوداء ليعاد انتخابه كرئيس لفترة ثانية فى 2004 ثم يعود ليصبح رئيس وزراء بعد دفعه لصديقه وتلميذه «ميديفيديف» إلى سدة الرئاسة فى 2008 حتى يعود مرة أخرة كرئيس لروسيا فى 2012 وحتى الآن.. يا نهار اسود.. طب يعمل إيه الراجل تانى؟!.. وهل هناك ما يمكن أن يتعمل على ضهر ذلك الكوكب ولسه ما عملهوش؟!.. وهل هناك أى مهارة تخص أى حاجة لا يتحلى بها هذا الرجل أو على الأقل لم يتعلمها أو على الأقل خالص ما عندوش فكرة عامة عنها؟!.. وعندما يجلس بجانب مدفأته فى أحد مساءات روسيا الباردة بعد أن أتم عامه الستين وهو يحتسى الفودكا ويستعرض فى ذهنه ما فعله فى سنواته تلك وما خاضه من تجارب خلالها.. هل يشعر فى قرارة نفسه بالرضا أم أنه لا يزال يشعر بأنه لسه فيه حاجات ما اتعملتش على الكوكب؟!
إنه جيمس بوند الرؤساء بدون منازع.. الرئيس الروسى فلاديمير بوتين.. الراجل اللى بيعمل كل حاجة وبيلعب كل الرياضات وبيقود كل ما يمكن أن يُقاد سواء على الأرض أو فى الماء أو فى الجو.. والخبير القانونى والإقتصادى وصاحب الخبرة فى كيفية تعامل الدول الكبيرة مع ما يمكن أن يواجهها من أزمات لتتفوق وتعود إلى مركز الصدارة مرة أخرى..
فى هذا الصدد.. ومع النظر إلى الشأن المصرى وإلى من يمكننا أن ننتخبه ليقود المركب فى مصر فى الفترة العصيبة القادمة سوف تجدون أنفسكم تفكرون ثم تفكرون مرة أخرى ثم تفكرون مرة ثالثة.. ثم فجأة سوف تتوترون وسوف تبدأون فى الشعور بالقلق.. بالقلق العظيم!
