تصريحات حكومية صدمت الكثيرين. قالت الحكومة إنه لا يمكن تمويل «الحد الأدنى من المرتبات». لا توجد موارد. مطلب عريق تنادى به السياسيون. جاء الاقتصاديون ليقولوا إنه غير ممكن. مصر فى أزمة اقتصادية طاحنة. لا أعتقد أنه يمكن تنفيذ الحد الأدنى حتى فى حالة استقرار اقتصادى. يدفع أعضاء فى الحكومة ثمن ما رددوا سنوات. عندما كانوا فى المعارضة. الواقع له موجباته. يقول المصريون: الذى يقف على البر عوام. بقية المعنى: السباحة مهارة لا يمكن التأكد منها إلا حين تقفز فى الماء!!
المشكلات كثيرة. الحلول أكثر من المشكلات دائما. كل مشكلة لديها أكثر من طريقة وخيارات مختلفة. المهم حين تصدر القرار أيها يكون واقعيا وقابلا للتنفيذ. المشكلة التى لا يوجد لها حل فى مصر هى زيادة عدد الخبراء. الجميع يطرح آراء. الكل يظن أن لديه تصورات. الجميع يعتقدون أن صانع القرار فاشل. أنهم أكثر كفاءة منه. لا أحد يرضى بقاعدة التخصص. لا أحد يظن أن هناك محددات للقرار. مشكلة الحديث عن الأفكار وتطبيقها فى صورة قرار.
لا أنكر ضرورة الابتكار. لكن العمل التنفيذى ليس نزهة فى الحديقة. ليس تمشية على شاطئ البحر. هناك دائما شروط. هناك دائما اختيارات. اعتقد الكثيرون أن مشكلات مصر ستجد حلًا إذا أقامت علاقات مع إيران. فتح محمد مرسى العلاقات معها. لم يعد السفير. اصطدم بحقائق إقليمية. تبين للكثيرين أنه لا يمكن حل المشكلات بفتح العلاقات مع أى دولة. فى أى وقت. وزير الخارجية قال إن العلاقات مع روسيا ليست بديلا للعلاقات مع الولايات المتحدة. بعض المراقبين يكاد يصل إلى اقتراح فتح العلاقات مع المريخ. إرسال مندوب لأهل القمر!!
بمناسبة ذلك: وصلنى تعليق من المتحدث باسم الخارجية. د. بدر عبدالعاطى. رد على ما قلته بشأن حضور مصر اجتماعات باريس. وجدت أنه لا ينبغى إتاحة المساحة لتعليقه. لم أقتنع بما فيه. مجرد تأكيد على مواقف وزارة الخارجية. لم يفسر لماذا ذهبت مصر إلى باريس فى هذا التوقيت. أعرف موقفا معلنا لـ«الخارجية» من الملف السورى. تعليق المتحدث لم يشرح لماذا تزامن سفر الوزير مع اجتماعات الجامعة مع الحديث عن ملف سوريا.
أعود لصلب خواطرى اليوم. المسافة بين الحلم والواقع. التفكير بالتمنى الذى أصاب المصريين. الحالة الحالية سوف تتكسر عندها شعارات كثيرة. ظلت تتردد فترة من الوقت. المفترض أن الحكومة تخفف الدعم. علاجا لعجز الموازنة. واجهت المصريين بحقيقة الحد الأدنى للمرتبات. بقى أن تواجههم بحقيقة مشكلة الدعم. وجوب أن يعتدل ميزان مختل. أموال طائلة لابد أن تذهب لاحتياجات أخرى. لا يمكن للحكومة الحالية أن تفعل ذلك. لا تقدر.
newton_almasry@yahoo.com