استمعت إلى تسجيلات مبارك التى انفردت بها «اليوم السابع».. أكثر الناس سعادة بهذه التسجيلات الجيش، والفريق السيسى، وحبيب العادلى.. أكثر الناس غضباً هم الإخوان والأمريكان، ومرشحو الرئاسة السابقون، والفريق سامى عنان، ومشايخ القبائل العربية.. السؤال: لماذا لم يستغل مبارك وقته الطويل فى كتابة المذكرات؟.. الملاحظ أن جمهور مبارك أكبر مما يتصور مبارك نفسه (!)
لم يكن مبارك وحده من تصور أن السيسى «إخوان».. كثيرون روجوا هذه الشائعة وغيرها.. اختيار مرسى له أشعل نار الشائعات.. الآن فقط عرفنا أنه وطنى، انحاز للوطن فى لحظة حاسمة.. مبارك قال إنه طلع «عُقر».. ملايين غير مبارك ترشحه للرئاسة.. هناك حملة شعبية عنوانها «كمل جميلك».. شهادة من الشعب للسيسى.. مبارك نفسه يرى أن الرئيس القادم لابد أن يكون من الجيش!
من جديد عدنا إلى طرح السؤال: من الرئيس القادم لمصر؟.. يبدو أن طبيب مبارك كان مهموماً بالسؤال.. سأله فى التسجيلات التى انفرد بها الزميل محمود المملوك، السؤال الأهم: من يحكم مصر فى ظل هذه الميليشيات الإرهابية؟.. مبارك لم يتردد حين قال: الرئيس القادم لازم يكون من الجيش. المصريون يتجهون لاختيار قيادة قوية.. صحيفة أمريكية قالت الشعب يريد قيادة عسكرية!
ربما يشعر الثوار بالصدمة مؤقتاً.. حين خرجنا فى 25 يناير قلنا مدنية مدنية.. لا دينية ولا عسكرية.. لهفها الإخوان وسرقوها من الثوار.. تم تصحيح المسار فى 30 يونيو.. هل يسرقها «العسكر» الآن؟.. هل تنتظر مصر ثورة ثالثة؟.. أم أن المتغيرات تستدعى إجراءً استثنائياً.. شرط أن يحافظ الرئيس صاحب الخلفية العسكرية على الحريات وحقوق الإنسان.. إلى أين تتجه مصر مستقبلاً؟!
الطريف أن مبارك لم يكشف عن رأيه فيما لو ترشح السيسى.. لم يقل إن كان يوافق أم لا؟.. لكنه قال رأيه صراحة فى سامى عنان.. قال: سامى عنان ماينفعش.. سواء بما يعرفه عنه، أو لأن الظرف اختلف.. ربما لو ترشح طنطاوى أو عنان فى المرة الأولى لنجح.. الآن تغيرت الدنيا.. ظهور السيسى كشف سوءات المجلس العسكرى.. فضح رخاوة الفترة الانتقالية الأولى لحساب الإخوان!
التسجيلات تضمنت شهادات وأحكاماً على بعض رجال الدولة.. هناك شهادة أخرى لـ«العادلى».. مازال مبارك يثق فى قدرة وزير داخليته على حفظ أمن البلاد.. يرى مثلاً أنه يستطيع أن يلم الإخوان فى ثلاثة أيام، والدنيا تهدى بعدها.. ربما تكون شهادة، وربما تكون إدانة.. أما موقفه من مشايخ القبائل فلا شك أنه يغضبهم.. مبارك قال إنهم ديكور، والشباب بيمشّوهم.. هل كان على حق؟!
البعض قد يتوقف عند «أخلاقيات» التسجيلات.. قد يتحدث عن حقوق مبارك فى إذاعتها من عدمها.. قد يتحدث عن طريقة تسريبها.. بغض النظر عن هذا عندى تسجيلات حقيقية بصوته.. فلا هو يشعر بالحرج، ولا هو لديه رأى آخر، لو انتبه للتسجيل.. رأيه: سيناء باظت بعد عفو «مرسى» عن إرهابيين، وأمريكا وراء 25 يناير بحجة التوريث.. بينما كان «أوباما» يخطط للشرق الأوسط الكبير(!)
أخيراً.. سمعنا رأى مبارك فى «السيسى» و«مرسى» والإخوان.. قال إن 25 يناير ثورة.. ماذا لو سمعنا دردشة مماثلة لـ«مرسى» مع طبيبه الخاص، أو حتى حارسه؟.. ماذا يقول عن مبارك شخصياً؟.. كيف يرى سنوات حكمه؟.. ما رأيه فى «السيسى»؟.. ماذا يقول فى المرشد؟.. هل يرى أن 30 يونيو ثورة أم انقلاب؟!