ايجى ميديا

الجمعة , 1 نوفمبر 2024
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

التلسين بالأغانى

-  
نشر: 15/9/2013 6:43 ص – تحديث 15/9/2013 8:43 ص

عندما قرأتُ قصيدة مدحت العدل «إحنا شعب وانتو شعب» على صفحات جريدة «المصرى اليوم» قبل نحو ستة أشهر كتبت له هذه الرسالة «الكلمات صادقة بقدر ما هى صادمة»، بالفعل كانت القصيدة تعبر عن بركان الغضب الساكن فى الصدور، استشعرنا أن ممارسات مرسى ستؤدى بنا لا محالة إلى كارثة وهى تقسيمنا إلى شعبين إخوانى وغير إخوانى، مر زمن وأوقفت ثورة 30 يونيو مسار هذا السيناريو البغيض، وبدأت مصر تتنفس بعيدا عن كابوس الحكم الدينى.

لا أتصور أن دائرة الاهتمام بالقصيدة تعدَّت وقتها قطاع الأصدقاء، فجأة تجدد الحديث عنها بضراوة عندما رددها على الحجار بتلحين شقيقه أحمد الحجار ووصلت إلى حد اتهام علِى بالترويج للكفر بالله استنادا إلى تلك الشطرة «برغم إن الرب واحد ليكو رب ولينا رب»، أنا أرفض هذا التعسف فى قراءة المقطع الشعرى بعيدا عن السياق العام، إلا أنه فى كل الأحوال ليس كل ما يُكتب على الورق يصلح بالطبع للغناء، لا أتحدث فقط عن المعنى بل الجرْس الخاص بالكلمة، «الأطلال» تبدأ مثلا كما صاغها شاعرها إبراهيم ناجى الذى رحل قبل غنائها بـ13 عاما «يا فؤادى رَحِمَ الله الهوَى» تعبير عظيم تستوعبه فقط عندما تقرؤه ولهذا أحالها أحمد رامى بصوت أم كلثوم إلى «يا فؤادى لا تَسَلْ أين الهوى».

حافظ إبراهيم شاعر النيل له قصيدتان، واحدة يهيم فيها حبًّا فى الوطن «مصر تتحدث عن نفسها» التى غنّتها أم كلثوم والتى يقول فى أحد مقاطعها «أنا إن قدر الإله مماتى لا ترى الشرق يرفع الرأس بعدى» ولحافظ إبراهيم قصيدة أخرى عنوانها «حطمت اليراع فلا تفزعى» والتى يقول فيها «فما أنتِ يا مصر دار الأديب وما أنتِ بالبلد الطيب، تضيع الحقيقة ما بيننا ويَصْلَى البرىء مع المذنب، ويُهضم فينا الإمام الحكيم ويُكرَم فينا الجهول الغبى، لقد كان خصبا بجدب الزمان فأجدب فى الزمن المخصب»، حافظ إبراهيم هو عاشق مصر الأول ولكن هذا لا يمنع من أن يشعر فى لحظة بالجدب والبرودة ويصف مصر التى أحبها بأنها ليست بالبلد الطيب.

«إحنا شعب وانتو شعب» لحظة غضب لها توقيتها، أعلنها مدحت العدل والإخوان على سدة الحكم ولكنها لا تعرف الثبات وإلا صار «ولا أنتِ بالبلد الطيب» هو التشبيه اللصيق بمصر، كُتبت ومرسى وعشيرته فى الحكم فكان لها وقعها، أما الآن فلقد دفعت الشارع إلى «التلسين الغنائى» يقول مدحت «إحنا شايفين ابن رشد والحسين وانتو شايفين ابن لادن والكهوف المظلمين، عمرنا ما حنبقى زيك ولا انت ح تكون زينا»، ورد السلفى ياسر أبو عمار «إحنا خدنا العفة راية والشرف مبدأ وغاية وانتو شعب من العرايا».

جُنوح يقابله جُنوح مضاد، حتى لو كانت به مغالاة فإن عذرهم هو أن البادى أظلم، لست سعيدا بهذا التراشق اللفظى ولا بتلك القسمة والفُرقة وهذا لا يعنى التسامح مع من يرفع السلاح ويقتل ويرهب، هذه قضية أخرى إلا أننا لا نعالجها بالغناء «إحنا شعب وانتو شعب».

شِعرنا ملىء باستخدام كلمات من هذا القبيل، هل من الممكن أن يقدم مطربا قصيدة لنجيب سرور عنوانها كلمة قبيحة وكان يتناقلها المصريون فى السبعينيات فى ما بينهم بصوته على كاسيت؟ للشاعر جمال بخيت قصيدة وهى بالمناسبة أشهر ما كُتب «دين أبوهم يبقى إيه» وفى كل مكان يدعَى إليه لا يغادر الموقع حتى لو كان دار الأوبرا إلا بعد أن يرددها مثنَى وثُلاث ورُباع، ولكن لا أتصوره يوافق على أن تغنَّى، فهى حالة خاصة جدا، أعلم أن الحجار بطبعه انفعالى، إلا أن الأمر عندما يتعلق بالوطن ينبغى أن لا نغالى فى مواقفنا.

أتذكر حوارا إذاعيا للدكتور عبد القادر حاتم وزير الإعلام الأسبق، قبل نحو 20 عاما، كان يحكى كيف أن الرئيس جمال عبد الناصر تدخل لحذف فقرة فى أغنية «راجعين بقوة السلاح» التى تقول فيها أم كلثوم «جيش العروبة يا بطل الله معك ما أشجعك ما أعظمك ما أروعك»، وجد عبد الناصر أن هناك مغالاة فى التعبير والجيش كان مهزوما ولم تذَع الأغنية كاملة إلا بعد نصر 73... تعالوا نغنّى لمصر أم الدنيا دون «تلسين»، يكفينا ما نعيشه فى الشارع.

التعليقات