لم يخلق الله شيئا أكثر بهجة من ضحكة طفل، ولم يشعر الأطفال ببهجة كتلك التى يشعرون بها أمام أفلام الرسوم المتحركة التى تخاطبهم بمفرداتهم، حتى إن الكبار يجدون راحتهم أحيانا أمام تلك الأفلام، ومن منا لم يعشق أفلاما مثل «حكاية لعبة» بأجزائها الثلاثة، و«البحث عن نيمو» -شخصيا السمكة دورى هى فتاة أحلامى- والملك الأسد وغيرها من الأفلام الممتعة.
وقد اتسع تأثير تلك الأفلام وصار أكثر فائدة عندما تمت دبلجتها باللغة العربية بصوت كبار فنانينا، فزاد تأثرنا بها مع أصوات مثل عبلة كامل ويحيى الفخرانى ومحمد هنيدى وعبد الرحمن أبو زهرة وسامى مغاورى.
إلا أننا فى مصر لم نقدم رسوما متحركة فعليا منذ بدء الإنتاج السينمائى فى مصر منذ ما يقرب من مئة عام، وتوقفت محاولاتنا الجدية منذ رحيل منى أبو النصر منذ عشر سنوات بعدما قدمت «بكار» أشهر مسلسل رسوم متحركة مصرى.
وبغض النظر عن مضمون «بكار» الذى يحوى توجيهات مباشرة للطفل حول حب الوطن والنظافة والجماعية وغيرها من المبادئ الأساسية، وكونه أشبه بتلك التعليمات المطبوعة على ظهر «كراسة»، فإن كونه ابنًا للبيئة النوبية مع خفة دم صناعها حالة جعلته الأنجح.
ويظل غياب فيلم رسوم متحركة مصرى عن الساحة أمرا مثيرا للدهشة، لدرجة أن صحفية شابة موهوبة للغاية كتبت فيلمها الأول عن حيوانات تعيش داخل حديقة للحيوان، بمستوى يشبه -إن لم يتفوق على الأفلام الأجنبية- إلا أنها عجزت عن أن تجد جهة إنتاج، فحاولت عن طريق أكبر دارى نشر فى مصر أن تحول فيلمها إلى «كوميكس»، لكن حتى هذا لم يتحقق لتخوفات فى دارى النشر اللتين ترحبان بترجمة ونشر أعمال أجنبية للأطفال، وعلى الرغم من هذا، فلم يتمكن اليأس من هزيمتها وبدأت كتابة فيلمها الثانى عن قصة شديدة العذوبة كتبتها بنفسها على أمل أن تجد منتجا يتحمس لإنتاج أحد أفلامها.
التى تخاطب المتفرجين كبارا وصغارا، تلك التى يستقى منها الأطفال بهجتهم ومبادئهم دون «معلقة» تشبه معالق الدواء، أفلام رسوم متحركة مصرية، أبطالها «ياسمين قشطة» وسبحة وشاحن موبايل.
أفلام يسهل أن تصل داخل الطفل العربى وتشكل وجدانه، لأنها خرجت من بيئته.
أعزائى منتجى مصر الحقيقيين أليس فيكم من هو قادر على أن يخوض تلك التجربة؟ أليس فيكم من يتبنى مشروعا طموحا مضمون النجاح، لعلنا ننجح فى استغلال مواهب شبابنا قبل أن تهاجر خارج البلاد؟.