الشعب المصرى يستحق الحرية والعيش بكرامة.. فقد صنع المعجزات.. استطاع أن يتخطى مراحل من أنواع الحكم الديكتاتورى.. لا تتخطاها الشعوب إلا فى قرون عدة ودهور طويلة.. فقد استطعنا أن نسقط حكم الدولة القمعية البوليسية.. بإسقاط مبارك.. لنقضى على مشروع توريث حكم أب لابنه المدلل.. ومن بعدها إسقاط الحكم الثيوقراطى البغيض.. بإسقاط جماعة الإخوان.. لننهى مشروع أن تتحول مصر بكل عظمتها.. إلى مجرد إمارة فى الخلافة الإخوانية.. ليبقى فقط أعظم شعوب الأرض الشعب المصرى.. بمشروعه وحلمه فى بناء الدولة الوطنية المصرية.. دولة قوية.. ديمقراطية.. حرة.. متقدمة.
تأتى لحظات تقف الكلمات عاجزة عن وصفها.. فهى أعظم.. وأجلّ من أن توصف.. لقد أذهل المصريون الجميع.. صنعوا ما لم تصنعه شعوب قبلهم.. انعقدت الجمعية العمومية لهم فى ميادين الحرية فى 30 يونيو.. ليتخذوا قراراً بالإطاحة بنظام فاشى فاسد جثم على أنفاسنا.. لما أُزيح عمت الفرحة والابتهاج كل أنحاء المحروسة العامرة بأهلها الأحرار.
لا أدرى كيف وصل مرسى أصلاً إلى حكم مصر.. فالأكثر خطورة من حكم الديكتاتور.. هو حكم المعتوه.. فمصر بكل مكانتها وتاريخها.. لا يمكن أن يحكمها سوى من يدرك حجمها وعظمتها.
لقد أصيب محمد مرسى بما يصاب به كل متغطرس.. الغرور والعنجهية والتسلط والكبر.. فبعد عام واحد فقط من حكمه.. أصيب بكل هذه الصفات التى يصاب بها الحكام.. بعد أعوام طويلة من الحكم.. كيف لا؟ وقد وصفه مريدوه بأنه محمد الثالث.. الخليفة المنزل من عند الله.. الذى تنبأ العرافون بأن القدس ستفتح على يده.. وهو فى الأصل رجل لا يملك من الأدوات التى تؤهله حتى لإدارة قرية صغيرة.. لا دولة بحجم مصر.
محمد مرسى العياط.. دمية جماعة الإخوان.. الذى إذا تحدث أثار سخرية الجميع.. ففى أثناء حديثه تصاب بنوبات من الضحك.. على الأداء والطريقة والكلام لرجل ضعيف.. يؤكد عشرات المرات فى خطاباته أنه القوى.. الذى يملك أن يضع الجميع فى السجون.. لكنه يعفو ويسامح.. فيترك المهمة لنائب عام ملاكى.. يمارس القانون على طريقة القوادين.. فيلفق لهذا.. ويسجن هذا.. وكله بالقانون.
فماذا حدث لجماعة الإخوان بعد السلطة؟.. لقد كانوا أكثر تواضعاً واحتراماً للآخرين.. وأقل اعتداء.. ودموية.. وغطرسة.. فقد أصيبوا بعد السلطة بتضخم فى الذات.. ليتحولوا إلى جماعة ديكتاتورية.. قمعية.. تبرر عجزها عن صنع أى تغيير حقيقى فى المعاناة اليومية للمصريين.. بأن السبب يقع على عاتق الإعلام والقضاء والمعارضة الفاسدين.
فحكم محمد مرسى ذاته كان أكبر فساد لمصر.. فقد مثل أكبر اختراق للأمن القومى المصرى.. بعد تهيئة كل الأوضاع التى تنال من أمن مصر الداخلى والخارجى.. فثورة يناير قامت من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية.. أما ثورة يونيو فقد قامت من أجل ركائز الأمن القومى الذى مازال فى خطر.
لكن لا ندرك حكمة الله عز وجل فى وقتها.. فنظن أن الأمر شر.. وهو كله خير.. فالأفضل بكثير أن حَكَمَ الإخوان.. حتى يظهروا على حقيقتهم للشعب المصرى.. وحتى نتخلص من تجار الدين إلى الأبد.. فلو لم يحكم الإخوان.. لأصبح وارداً وصولهم للحكم فى أى لحظة.. لنبدأ من جديد ما خلصنا إليه فى 30 يونيو.