الذين يدفعون حياتهم ثمنا لإرهاب غادر لم يموتوا ولم يرحلوا عنا، هم فى قلوبنا إلى يوم الدين، ومثواهم إلى جنات النعيم، تضحياتهم وقود يدفع وطناً كاملاً إلى مواصلة المعركة، دماؤهم معلقة فى أعناق شعب لن تغمض عيناه حتى يتم الثأر لهم.
وهى حرب وكتبت علينا جميعا، لن نهرب منها، سنخوضها إلى النهاية، لأن دماءنا ليست أغلى من دمائهم الطاهرة، مصر الآن، صفا واحدا، تخطو نحو المستقبل بكل ثقة، لن تعود أبدا إلى ماض بغيض، لن تقبل أن يعود مبارك ورجاله كى يواصلوا قهر الوطن وامتصاص دمائه، ولن تدع جماعات الإقصاء والتخوين والتخريب كى تعود لتجرنا إلى الهلاك.
مصر ستبقى رغم أنف الجميع إسلامية، إسلام الأزهر الوسطى، مدنية، قانونية، دستورية، مصر ستبقى حضنا دافئا يضم الجميع، من أراد أن ينعم به لن تطرده ولن تقصيه، أما من اختار الدمار والخراب، فمصيره محتوم إلى أسفل سافلين.
والمعركة التى يخوضها الجيش إلى جانب الداخلية، ضد عناصر الإرهاب فى سيناء، أوشكت على نهايتها، والتفجيرات التى تنفذها عناصر تربت عقولها على التخريب وكراهية الأوطان هى «حلاوة الروح» عندما تصبح النهاية مؤكدة وحتمية، ولن تجنى هذه العناصر إلا مزيدا من لعنات السماء والأرض.
والمصرى الحقيقى لا يدمر ولا يحرق أرضه، المصرى الحقيقى هو الذى يعشق تراب هذا الوطن، تربى على مبادئ الوطنية الحقيقية، يسكن بين ضلوعه أن بلده «شعب وحكومة وأرض»، لا ينفصل أيهم عن الآخر.
وتحقيق الأمن هدف وغاية يتمسك بها الشعب قبل الأجهزة المتخصصة، ولا ينكر أحد أن الأمن محور الحياة، لكنه سلعة غالية، لابد أن ندبرها مهما كلفنا ذلك، وذلك يستوجب مراجعة الإمكانيات المادية والبشرية لجهاز الأمن وتطويره بالصورة التى تمكنه من مواجهة العصابات الإرهابية والجنائية، لأن هناك معركة أخرى تنتظر «الداخلية» – عقب القضاء على الإرهاب- هى معركة ضبط الأسلحة غير المرخصة، التى انتشرت وانتعشت فى السنوات الأخيرة بصورة لم تشهدها مصر من قبل.
والإحصائيات حول كميات الأسلحة غير المرخصة تشير إلى كارثة، الأرقام مرعبة، ونوعيات التسليح غاية فى الخطورة، لا مقارنة بينها وبين تسليح الشرطة، أتمنى أن يظل الجيش إلى جوار الداخلية فى هذه المعركة، وأن تشمل التشريعات الجديدة تشديدا على امتلاك السلاح غير المرخص، تشريعات يكون فيها من العقوبات رادع بالقدر الذى يدفع حائزى هذه الأسلحة إلى تسليمها أو التخلص منها.
■ رسالة:
المواطن رجائى على علام يستغيث باللواء أسامة الصغير، مساعد الوزير لأمن القاهرة، يقول إن سيارته «الصندوق» تمت سرقتها فى حدائق القبة منذ 6 شهور وبها بضاعة تقارب 200 ألف جنيه، ولم تستطع أجهزة الأمن إعادتها، استأجر سيارة أخرى واستدان مبلغا يقارب ثمن بضاعته المسروقة، وعاد يزاول نشاطه التجارى، ليستيقظ منذ أيام على سرقة السيارة الثانية.
«علام» يقول إنه ليس «محمود بدر» ولا فنانا ولا لاعبا مشهورا، لكنه مواطن مصرى أسرته مهددة بالدمار، والسجن، بسبب ديونه التجارية، أصبح على بعد خطوات منه، يضع أمله فى اهتمام اللواء الصغير، الذى نثق فيه جميعاً.