الشام هى دمشق عاصمة سوريا.لست أدرى إن كان هناك بلد آخر فى العالم تحمل عاصمته أكثر من اسم. الاسم الرسمى هو دمشق والاسم المتداول بين سكان سوريا هو الشام.. يقال عن الدمشقى شامى وعن شوارعها وأزقتها شوارع شامية.. وكان النصارى من أهل الشام بعد الفتح الإسلامى يتسمون باسم سوريين. ولذلك فإنه فى العصور الإسلامية الباكرة كان السورى من أهل الشام هو المسيحى بينما كان الشامى هو المسلم؛ ومن هنا جاء استخدام كلمة Syrian فى اللغات الأوروبية لوصف نصارى سوريا، وتحديدا السريان منهم.
الشام لمن لم يزرها هى سوق الحميدية سوق الحميدية والجامع الأموى..وزهر الياسمين..وسوق الحميدية سوق قديم جداً يعود للعهد الآرامى قبل الميلاد. وذكره بولص باسم الشارع الطويل. أما شكله الحالى فقد بنى فى عهد السلطان عبد الحميد الأول عام 1780 م وأخذ اسمه الحميدية من أيام ذلك السلطان العثمانى. ويشتهر سوق الحميدية بتاريخه العريق فزيارة الشرق لا تكتمل إلا بزيارته فذكره الرحالة كثيرا فى زياراتهم لسوريا والشرق وينتهى عند الجامع الأموى، وبالقرب منه الكثير من مقامات وأضرحة رجال ومشاهير الإسلام، وقد صلى فيه أهم المشاهير فى تاريخ الإسلام والفاتحين وعدد كبير من الصحابة والسلاطين والخلفاء والملوك والولاة وأكبر علماء المسلمين، وهو أول جامع يدخله أحد باباوات روما البابا يوحنا بولس الثانى عندما زار مدينة دمشق. وكان ذلك عام ٢٠٠١.وفى المسجد «مقام النبى يحيى»عند المسلمين وهو «يوحنا المعمدان » عند المسيحيين الذى قام بتعميد السيد المسيح فى نهر الشريعة وهو جزء من «نهر الأردن، ويضم رأس «النبى يحيى» ومن المعروف أن جسده فى مصر حسب ما ذكر التقليد القبطى والكتب القديمة ولكن لا يعرف أحد أين هو. قال الحافظ المقريزى فى كتابه «درر العقود الفريدة فى تراجم الأعيان المفيدة»: أخبرنى الحافظ شيخ السنة عمادُ الدين أبو بكر بن أبى المجد الحنبلى رحمه الله قال: أخبرنى عمادُ الدين بن كثير قال: سمعتُ شيخ الإسلام ابن تيمية يقول: «لينزلنّ عيسى ابن مريم على هذه المنارة»، ويشير إلى منارة جامع بنى أمية الشرقية، وتكون يومئذٍ بيضاء.
قال: وكانت حينئذٍ غير بيضاء فاحترقت بعد موت الشيخ، وأُعِيدَت وبيّضت.
وأضاف المقريزى: «وهى باقية إلى اليوم لم تحترق عند حريق الجامع فى نوبة الطاغية تيمورلنك فى سنة ثلاث وثمان مئة عند دخوله دمشق وتحريقها».